الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    رسالة الى دولة الرئيس د.عمر الرزاز

    ما هي خطتكم البديلة لسنة 2019 المظلمة...أم ان المواطن هو شعلتها التي لا تنطفئ.؟

    تحية طيبة وبعد ....

    لاشك أن دولتكم تابع تحذير أهم رجل إقتصاد في الأردن ، من أزمة إقتصادية أشد وطأة من أزمة 2008 وذلك بحلول سنة 2020 مما قد يؤدي إلى كساد كبير مشابه لما حدث سنة 1929 مع إرتفاع نسب التضخم والبطالة بشكل غير مسبوق.

    ولا شك انكم تابعتم على مواقع التواصل الإجتماعي رسالة من مواطن أردني موجهة لدولتكم عن الإحتياجات الأساسية الضرورية للإسرة الأردنية المدقعة للبقاء على قيد الحياة بأبسط الإمكانيات دون أي رفاهية تذكر فقط لسد رمق العيش , والتي بلغت تكاليفها حوالي 643 دينار شهريا وهو مبلغ لا يتوفر لمعظم الأسر الأردنية .

    ولا شك ان دولتكم على دراية كاملة بمعنى سياسة ” القاتل الإقتصادي والقاتل الإجتماعي”. الذي يعمل على إغراق الدول والمجتمعات بالمديونية الخارجية والداخلية
    و تحميل الشرائح الوطنية الفقراء والمعوزين والمعذبين في الأرض،وزر أزمة خانقة لم يكن لهم يد فيها، بينما يتم إعفاء مسببيها من وزر تداعياتها , لذلك يتم تسميتهم بالقتلة.

    ها نحن ندخل باب عام 2019 وبهذه المناسبة نتمنى كشعب , لحكومتكم , عاما أفضل من سابقه. مع ان المؤشرات عكس ذلك, سنة 2018 لم تكن سارة لأي دولة من الدول العربية، فالدولة التي لم تتعرض للحرب تلقت ضربة إقتصادية، والتي تخلصت من الأزمة الإقتصادية تعرضت لموجات من التقلبات السياسية . فحالة الأردن اليوم ليست بمعزل عما يجري في دول الجوار بل هي لصيقة له في عملية إعادة الترتيب او لنقل عملية التصفية بالمعنى الأقرب .

    دولة الرئيس ....سياسة من لا يلحق بالركب يعتبر خاسرًا،مع تطبيق أيديولوجية الهوية "النيوليبرالية" للدولة الأردنية و لعبة تبديل الأشخاص بآخرين كانوا سبب الأزمة ليست إلاّ تعبيراً عن عدم القدرة على إدراك ما نحتاجه من الوطن وفشل واضح في تحقيق العدالة الإجتماعية والتوازن وأسس الدولة المدنية.


    فقد ارتفعت وتيرة الخلاف بين الحكومة والحراك الشعبي ، وكان آخرها حول محاربة الفساد و قانون الضريبة وتوفير حياة عيش كريمة ، مع رفض كامل للعروض الحكومية المقترحة, في وقت إنتظر فيه الشعب إصلاحات إقتصادية وسياسية وإجتماعية أكثر شمولا . ليجدوا انهم الأكثر تضررًا من ما يسمى بالإصلاحات التي نفذتها الحكومات السابقة.

    وتاه الشعب بين مرحلتين مختلفتين في هذا الخلاف , ما قبل 2011، وما بعد 2011، ، إذ لم يكن للإحتجاجات صدى كبير و كانت غالبيتها حول الأحداث السياسية المحيطة بدول الجوار وخاصة القضية الفلسطينية وبدفع ممنهج من قبل النقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدني ، ولكن بعد 2011 وخلال أربع سنوات فائتة إختلف تعاطي الشعب مع التفاصيل حوله ، بوتيرة متقطعة لا تستمر وإختلفت أولويات النقابات مع ما يدورعلى الساحة كما إختلف المنظور الحكومي والرهان على وعي شعب يرفض خسارة شعوب المنطقة ويفضل الأمان على بطون جائعة.

    لكن هل رهان الحكومة مازال قائما ؟ هل مازالت بيننا ثقة متبادلة بتحقيق الأمان مقابل أخذ ما في جيب المواطن ؟ هل نفقد الأمل والأردن لم يسجل إستقرارًا ولو طفيفًا في نحو 30 عامًا، ؟فما بالك ونحن نواجه عام القحط والجفاف 2019 ؟؟؟ هل أعددتم خطة بديلة ؟ أو أي تدابير تبدد مخاوفنا كشعب مستنزف بكل ما يملك ؟؟ أم من الصعب التنبؤ بقفزة نوعية ونحن نتكلم عن إصلاحات غير مرئية ؟؟؟؟

    دولة الرئيس ..انا لا أطعن بوطني الحبيب , فلست سوى من تلك الطبقة المطحونة التي تصارع الساعات ال24 من يومها, لرتق بعض حقوق أصبحت أحلام صعبة التحقيق.

    أنا مواطنة أبحث عن بلسم لجرح الوطن في زمن تراجعت فيه الدولة عن دورها الأبوي , لنصبح أيتام إنقسام أفقي في المجتمع .أرهقتنا عمق الفجوة بين أفراد مجتمعنا الذي نتفاخر أمام العالم بأنه عمق رحم العشيرة .التي أصبحت مع الوقت تحمل زمرة حراكية تخالف زمرة شعبية أخرى مناطقية او حزبية أو شخصية او غيرها في سباق محموم من أجل صلاحيات ومكاسب ممنوحة ، فيزداد الإحتقان الشعبي يوما بعد يوم.

    رسالة من كل مواطن يرى تآكلٍ لدور ومكانة المجلس النيابي الذي يتكلم بصوته و الذي بات عاجزا عن ممارسة دوره الدستوري وأصبحنا نسير بقدم واحدة وأصبح المواطن بين فكين كلاهما يفترسه , الأول هو الولاء المطلق والثاني هو المعارضة المشكوك بأمرها و نكاد لا نؤمن بها, منها الوصولية الإنتهازية او ذات الأجندات الخارجية أو ذات مبدأ كن معارض لتحصل على جزء من الكعكة , إلا ما رحم ربي وهم قلة غالبيتهم من الشعب الجائع الفقير.

    دولة الرئيس ...هل نحن بخير ؟؟؟ هل هذا النسق ثابت أم متغير.. هل هناك مفاجآت وطور جديد عنوانه "المواطن أولا" ...؟؟؟ أم اننا لا نجد الطريق .ونحن حتى اللحظة لم نلمس تغييرات حقيقية في النهج السياسي المتبع ، بل صورترقيعية تجميلية بعيدة عن الخصوصية الأردنية. رهانكم صعب ,الشعب نفد صبره ، وهو عاجز كليا عن مجابهة أتعاب الحياة التي تزداد فوق كاهله بعد ان بقي الفتات في جيبه.

    دولة الرئيس ... الشعب يلهث وراء لقمة الخبز وهو يرى بعينه خيرات بلاده لغيره ينهبها من لا يستحق ان يحمل جنسيته ,وهو وحده من يسدد فاتورة الوطن ولن يصدق بضع سيناريوهات لمحاكمات واهية تحمل عنوان مكافحة الفساد وهي من عنوانها عقيمة . فالشعب ينتظرتحقيق مقاربة إقتصادية بأجندات وطنية تنقذ البلاد أو تعطي بصيص نور لنفق نسير به ، أم هي مهمات صعبة في بنية الحكومة ؟؟.

    فهل تعلم يا دولة الرئيس ان المواطن الاردني يحفظ عن ظهر قلب نشيد موطني ويردده مع أطفاله كل صباح؟
    وهل تعلم يا دولة الرئيس ان الطفل في بداية تعليمه بعد كلمة باسم ورباب يتفنن برسم العلم الأردني ؟

    هل تعلم يا دولة الرئيس انك أنجزت مالم يستطع إنجازه سليفك (دولة هاني الملقي ) (الذي أسقطه الرابع ), بعد إنتهاء مهلة ال 100يوم مباشرة (قانون الضريبة وغيره من القوانين المؤجلة ).؟

    هل تعلم يا دولة الرئيس ان نسبة من النساء الغارمات الموجودات في السجون هن معلمات فاضلات في زمن كنت انت وزيرا لهن .؟

    وهل تعلم ان الإنجاز الوحيد الذي تحقق في حكومتك هو القبض على عوني مطيع في مدة زمنية حسابية تجاوزت ثلثي مدة ترأسك للحكومة .مما يعني ان ما حققتموه ليس إنجازا .

    شعبنا حر يا دولة الرئيس ... يدرك معنى حفظ الأمن القومي الأردني في مواجهة المخاطر والتهديدات الخارجية, التي تحيط بنا وعملية التصفية التي ستبقى مبعثرة إن لم توجد الأرض المضيفة من خارج فلسطين, فالأرض البديلة والموافقة الفلسطينية ومنع التهديد المقاوم هي شروط جوهرية لا بدّ منها لتمرير صفقة القرن وهو خطر وجودي يهدد الأردن.لكن ليس على حساب المواطن .

    دولة الرئيس ....هل الإستعانة بالغطاء الأميركي وتصور مساعدات حالمة وعابثة من دول لا نؤمن مبتغاها , والدعم الخارجي غير المضمون والمراهنة على حالة الهدوء أو الخمول النسبي لحراك الشارع، هي الحلول المطروحة ؟؟
    دولة الرئيس ..الا نجد مقاربات سياسية اقتصادية ناجحة سابقة في اي دولة في العالم حولنا لخصوم سياسية وفشل اقتصادي تحول الى نجاح نحاول الإستفادة من تجربتها او على الأقل تطبيق بعض نماذجها ؟؟؟

    يقال ليس في السياسة صداقات دائمة أو عداوات دائمة فالسياسة تحركها المصالح ، وما يجري في الإقليم يفرض على الأردن إعادة التموضع في المكان الصحيح إقليمياً ودولياً من أجل أن يدافع عن وجوده , خاصة بعد محاولات تجريده عملياً من الوصاية أو الرعاية للأماكن المقدّسة في القدس وخاصة الأقصى.

    علينا إعادة التموضع الأردني استراتيجياً وسياسياً و الإنتقال الى مواقع دفاعية والرفض العلني والصريح للصفقة وتهويد القدس والتمسك بالوصاية وتدويل القضية بكل عمق .ودفع العلاقات السورية الأردنية والتنسيق مع دمشق من أجل إعادة اللاجئين مما يوفر على الأردن 10 مليارات دولار سنويا .وها نحن نخطو خطوات جيدة مع العراق من أجل خلق فرص إقتصادية وسياسية وأمنية نتجاوز بها الصعوبات المشتركة . والتوجه نحو مثلث القوى الأقليمي تركيا روسيا ايران والإنفتاح على الأسواق الأسيوية وتأمين بدائل إقتصادية وسياسية تكون داعمة للأردن في وقت بات فيه الحلقة الأضعف وسط الأقليم , و لا ننسى مقولة رويدا رويدا يتحول الصوف إلى سجادة...فهل نفعل ؟؟؟؟؟.
    دولة الرئيس ..للحديث بقية ..

    و حمى الله الأردن وشعبنا الصابر العظيم .





    [30-12-2018 10:47 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع