الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    تصدير الغربة أهم صادرات الأردن!!

    قرأت بصمت وتابعت بدهشة تصريحات وزيرة (ما حكت ولا كلمة ) كيف تفسر الماء بالماء، و كيف تطمح لإنارة العالم بإسم الأردن ، و بقالةٌ صغيرة في الشمال لا تزال على البلورة ، و جدة في المئوية تسكن في قرية (شمالية ) تعرفني بقوة كلما التقيت بها، فتشير الي لاركع أمامها وهي تقول :(هاتيلتش حُبهَ يا المعنقه وطيحي قدامي خليني أشوفك)، ثم تعيد سرد همها في كل مرة التقيها كيف أن ابنيها المغتربين بِيعت الأرض لأجل أن يدرسا في جامعة أردنية أقساطها على الأردنيين (تهد الحيل) ثم تغربا لجوءً للعيش الكريم، و لا تنهي الحديث الا عندما يفيض الدمع، فتسمع نجوى الشوق في صوتها وتشعر بحرقة قلبها وتسمع صدى أبنائها في بيتها المتواضع كيف إليها مشتاقون!.

    أذكر أن عمتي أيضاً توفيت وهي تتمنى أن ترى ولدها من الغربة يعود لحضنها ، وكيف صاح والدي لأول مرة يرثيها بصوت يبكي فراقها بحرقة وهو يقول ماتت بلوعتها، فلم اراه هكذا الا يوم إعدام صدام .

    ثم أبارك كل يوم للأصدقاء والمعارف كيف (هجو) بحثاً عن حياة كريمة ، و أعود لمتصفح الإنترنت أبحث عن عمل لي في الغربة، يستهلك شبابي، و يعوض خيبتي، بسبب تنمر وظيفي، و بيروقراطية عصيه، ومحسوبية لا اجد لنفسي فيها مكاناً او أحداً الجأ اليه !! فحتى الفيتامين (واو) له شروط ؟ فالراتب الصغير يطير بسرعه تفوق قمرنا ( الزغنون) سرعة!!

    معاليكِ قبل قرار تصدير النور للعالم انيرني شوارع الجنوب و تأكدي من حاجة الشمال ، و تحركي بسيارتكِ إلى الطرق الفرعية في عمان، ثم تعاوني مع زملائك حتى تُمدد البنية التحتية فلا نشتري شققاً بتشطيبات فخمة !!و رائحة نضح أسبوعية؟؟ وبنوك تحصد تعبنا الشهري فتترك لنا الفتات او تبيعنا بالمزاد فالمركزي يرفع والتضخم يزداد .

    ثم زفتوا الشوارع المعطوبة المشقوقه وقولي لمن يعارض من زملائك ان صندوق المعونة الوطنية لم يوُجد للكسالى و لا للمطلقات !!! بل وجد لخدمة فئة جار عليها قرارات حكوماتكم، نظام ميزانه مائل ، ذكريهم ان الأردن فيها ٤٠ كلية متوسطة ربحية تفرز مئات الطلبة كل عام لا مكان لهم في ديوان الخدمة!!! والقطاع الخاص يراهم بسفاهه فحتى خبراتهم لم تعد تعني شيئا.

    اخبريهم أن المغتربين في وطني يملئون الدرجة السياحة لدول مجلس التعاون والإقليم بحثا عن راتب يكفكف دمع خط الفقر و يسعى لشراء شقة فخمة بنيتها التحتية لم تنشأ بعد! .

    أخبريهم أن شبابنا لا يجد في ثقافة العيب ما يعيب لكن المنافسة شديدة فمصانع ما تبقى من الاستثمار مأزوم في وطني تشغلُ عمالةً أردنية قليلة و عربية اكثر ، فأما الأولى قد تقبض أجرها او يؤخر او حتى يضيع، والثانية تقبض في الموعد لان المفوضيات و مراكز حقوق الإنسان تقف لهم بالمرصاد ام أبناء وطني تحت وطأة المعاناة يعيشون .

    تصدير الغربة في وطني صار شماغ يرفرف في العالم يا سيدتي ، فهذا هو إنجاز حكوماتكم يا عزيزتي!! .





    [20-12-2018 10:29 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع