الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الرابع اليوم .. بين الميدان والسياسة
    الناشط عمر عواد

    عمر عواد - ساهم حراك الخميس الماضي ولو للحظة ، في بلورة شخصية وطنية لقوى الاحتجاج ،اسهم تشريك تلك القوى الـ 28 والدعوة الموحده التي خرجت باسمائهم ، في الرد السياسي الوطني لسياسة التضييق على النشطاء و الحريات الديمقراطية والعامة ، وبعثت بحس وطني مسؤول بتفويت الفرصة لتوظيف حالة الاحتجاج لمراكز قوى متصارعه فيما بينها وقطعت الطريق لمدعيي المعارضه الخارجية من ترصيد حالة وطنية داخلية لهم ، حملت تلك الدعوة مطالب اجتماعية في جلها ،اي توافق الحد الادنى ،لكنها حملت الشعور الاعلى بالمسؤلية تجاه غضب شعبي يتنامى ،يترامى اطراف مختلفه لتوظيفه لصالح اجنداتهم او اعادة تعريف انفسهم من خلالها .

    هذا التوافق فتح الطريق الشاق للسعي لتوحيد الجموع المحتجة والمتباينه فيما بينها ، لشق مسار سياسي بالضرورة لاستمراره والاخذ في حالة الارتياح الشعبي من بعد اذاعة بيانها الاول والمعنون بـ "مش ساكتين "،وتوالي الدعوات للمشاركة من اطر اخرى بعيد الاعلان المذكور.

    الرابع اليوم ميدان للاحتجاج ،لكنه اذا ما استتبع هذا الجلد الشعبي بمرونة سياسية ضرورية لاستكمال مشهد الخميس الماضي ،وان اعترته نواقص و ادخل عليه مشاهد لتشويهه ، والاخذ به لدعاية بغية ارباكه ،فانه يتطلب اليوم استتباع الميدان بالسياسي من خلال العمل على تعظيم القواسم المشتركة وان بحدودها الدنيا و الدفع بها ،وهذا ما لم نتلمسه في دعوات الاسبوع الحالي .

    ان مواصلة البحث عن صيغ التشريك و الارتقاء بها مسؤلية تقع على عاتق الجميع و ترك تلك الحاله على ما هي عليه ستكون عباره عن وحده في الميدان سرعان ما تهدء و تنكفئ ،لتشكل هدر لطاقات الجماهير على عكس المتطلب الاساسي من هذه الموجة الاحتجاجية ،وهو تحسين شروط العمل الوطني و قوى التغيير .

    صحيح ان كل الطرق تؤدي الى الرابع ميدانيا ،لكنها ستعيدنا لمربع الجدوى السياسية ،اذا ما تركت دون عنوان وطني عريض يطالب الشعب ويخاطبه بالالتفاف حوله ،لصالح مراكز ثقل مالية و تنفيذية و اخرى اجتماعية ،لتعطيل الميار الوطني وبث حاله من الانتكاسه ،ولنا باجماع رؤساء وزراء و قيادات عسكرية سابقيين بالامس ،نموذج يحتذى في توظيف الحالة ،ان ما تركت على ماهو عليه الان .

    سنجتمع حتما نحن الكادحون في الميدان و لكل طريقه التي ستؤدي له ،لكنه طريق محدود الافق ،اذا ما اتسع صدرنا للنقد و امعان التفكير اكثر في كيفية جعل من كل حاله احتجاجية مكسب ومكتسب للجماهير الشعبية لا سواها.





    [18-12-2018 04:56 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع