الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    صراع حراكيين أم عزل قوى الأزمة

    دائما ما تكون "الطبقة الثورية" طبقة الفقراء، وهي ثورية لأنها طبقة بدون ملكية.

    اليوم يبدو الحال كما كان عليه في زمن لينين، ويكون تحرك الحراك الشعبي أو تلك الطبقة العامل الحاسم في أي ثورة.

    ولكي يتحول الوضع المزري إلى ثورة، يجب أن تكون هناك تعبئة "قوية" بما يكفي، على حد تعبير لينين للطبقة العاملة أو الحراكية.

    بأي شكل يتم ذلك؟ بأكثر الأشكال قوة، أي بتنظيم حركة واسعة من الحراكات أحادية الهدف غير المحدودة، فهل صدق لينين؟ أم انه حال ينطبق على الدول الغربية فقط دون العربية ؟

    يشهد الشارع الأردني فسيفساء حراك وتداخل أجندات وتشوهات مطالب وطنية وصلت حد الصراع الحراكي مع إعتراف حكومي إنتقائي غير مفهوم فهل يراد إسقاط النهج السياسي ام الأشخاص ام الترقيع ام ان هنالك قصد مخفي لتتوه البوصلة وتتوالد حراكات لا نهج لها ولا برامج ولا هوية داخل وخارج الوطن ؟

    حراكات مناطقية واخرى عشائرية وحراكات مغتربة واخرى شخصية اغلبها تتعامل بضبابية شعبوية وحكومية مع مساحة واسعة من نشر خطاب الكراهية المشبع بالشتائم اللأخلاقية وتراشق التهم والتبعية و البعيدة تماما عن مفهوم الوطنية والمواطنة.

    ومع وجود هاته الحاضنة الحراكية نطرح تساؤلا حول ماهية التعامل الشعبي مع صراعها العلني وهو ما يظهر بسوداوية على مواقع التواصل الإجتماعي، فهل سيتجاوز الشعب الثوابت الوطنية مع التصعيد الحاصل ؟هل سيتم المس بالهيبة العشائرية او سيادة الدولة ونطبق مقولة إذا عطس الحراك يصاب الشعب بالزكام

    الواضح من الصورة الأردنية ان المواطن بكل فئاته تغلبه الموجه فهو في متاهة بين التأييد والصدام مع تزايد الممثلين الحراكيين لدرجة الدخول في دائرة التشويه السياسي لأن صراع الحراكات هو صراع شخصيات وأحزاب وايضا حكومة يتم التحكم بها وفقا للمتغيرات الحاصلة.

    والأغلبية الصامتة مشلولة في فترة حرجة يعاني فيه الاردن الأمرين، وسياسة العصا والجزرة التي تطبق تكاد تنهار خاصة بعد لقاء الرزاز بفئة من الحراكيين دون غيرهم وهو ما يسمى بالخطاب الناعم الذي يتلاشى تأثيره مع الوقت.

    هذا الصراع المريب والإستهداف المتعدد الأوجه والتشكيك المدني يجعلنا نقف على أرضية ماهية الحراك الحقيقي في نفق اللاثقة مع عدم الغفلة عن ان الصراع الحراكي يضع الحكومة في مأزق السيطرة والإختراق
    والإستقطاب في ان واحد فهو سيف ذو حدين ويضع الشعب في خانة الخوف من الإنفلات الأمني والثأروالتهور وضياع الأهداف الوطنية وتهميش الأهم وتفتيت المهم.

    غياب النقابات المهنية وبعض الأحزاب يزيد من ضبابية الأزمة ونحن في وقت أحوج لوجودهم على الساحة بعيدا عن الثرثرة وسياسة النأي بالنفس لنيل المناصب الى حين اخر.

    لا نريد تجريد الحراك الحقيقي من أدواته ومن قيادته الحقيقية الجماعية التي تتكلم بتكليف شعبي بعيد عن اي صراع يخلق فراغا مناسبا لقتل دينامية الحراك ومن لا يستوعب ذلك فهو خارج منطق التاريخ ومن يريد إجهاض ذلك يدفع الأردن نحو المجهول.

    "طار البلد " أغنية لبنانية أثارت جدلا واسعا بين الساسة والشعب في بلد الحرية لبنان الذي يتداعى من أزمة الى أزمة ونحن في الأردن تصدح الأغاني الوطنية بالشهامة والكرامة والوطن والعشيرة لكن صراعا مزدوجا يكاد يطير وما طار طير الأ ووقع حمى الله الاردن وشعبه وفرج الهم والكرب.





    [12-12-2018 11:02 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع