الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    جولة سياسية .. وإغراق سيناريوهات

    يقال في علم السياسة"أن الساسة يشعلون الأزمات، والمصالح وحدها تربح، ويدفع الأفراد الثمن". كما يقال أيضا "لا تأخذ بالمسلمات الظاهرة للعنان بل أنظر إلى ما وراء الأبعاد بزواياها المختلفة.." وهذا ما نراه الآن جليا في قضية خاشقجي التي دولت بطريقة مقصودة لأهداف بعينها.

    تطورت الأحداث مع الزيارة المكوكية لمحمد بن سلمان لمجموعة من الدول في رسالة واضحة من الأخير أنه مازال في منصبه ويسعى إلى إقامة علاقات إقتصادية وسياسية ذات إثر إستراتيجي ناهيك عن نية مبيتة ربما لتكتيك يتجه نحو تأسيس ناتو عربي برعاية إسرائيلية أمريكية خاصة مع التصريحات الأخيرة لترمب عن السند السعودي لإسرائيل وبالعكس.

    ولا يخفى علينا أن هذه الجولة لبن سلمان قد حازت على الضوء الأخضر الأمريكي قبل الإنطلاق. وأن الرفض الجماهيري في مصر وتونس من قبل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ما هو إلا زوبعة لن تأتي آكلها فالمصالح الإقتصادية والاستثمارات السعودية أقوى من مهاترات شعبوية لا يحسب حسابها ضمن المعادلة السياسية.

    السؤال الذي يتردد الآن في الأوساط السياسية مابعد الجولة إلى أين تتجه بوصلة قضية خاشقجي؟ هل تلجأ العائلة الحاكمة إلى إجراء محاكمة سريعة غير متوقعة لفريق القتل ويتم إعدام الفاعلين الأساسيين وطي صفحة من ضمن صفحات عدة مشابهة في قضايا لوكربي ورفيق الحريري وكيميائي صدام و مكنسة داي في الجزائر وقضية بشير السودان.

    خطة التصفية الممنهجة ظنها المجتمع الدولي خطة غبية نفذت بأسلوب بدائي مفضوح سخيف رغم دموية العملية بحد ذاتها لكن غباء التخطيط يكشف ذكاءها المقصود وفق تعاون دولي لتنفيذ مصالح مشتركة فلا تغرنكم الأقاويل والتحقيقات والتصريحات فالسياسة لعبة تتشابك حبالها .
    يقول المثل الأمريكي "من الخطر أن تعرف شيئا عن أسرار غير قومك، والأخطر من ذلك هو أن تعرف كل شيء" وهو حال ترمب وال cia خاصة مع تناقض تصريحاته والوقائع لتستفيد أمريكا وتنهب السعودية وتنتظر تركيا حصتها من الكعكة لعلها ترفع من قيمة الليرة التركية قبل منتصف هذا الشتاء سواء بمساعدات قطرية كويتية أو بوعود أمريكية.

    ترمب يستثمر الحاجة السعودية للصالح الأمريكي، لكن الى متى ستتحمل الرياض هذا الضغط وكم ستدفع؟ لا يختلف إثنان على أن ترمب رئيس مقامر مراوغ بداية من صفقة الحماية الأمريكية إلى صفقة بيع الأسلحة إلى لعبة النفط الحالية وسكوت أوبك والشركاء الخارجيين مثل روسيا التى كانت تنوي زيادة إنتاجها بعد تراجع قيمة عملتها ليكون موقف القيصر في الأزمة ذو حدين أحدهما على الأراضي السورية والآخر مع الأزمة الحالية في أوكرانيا والتي هي ورقة ضغط سياسية على الدب الروسي الذي يفهم صداها جيدا.

    الضغوط تتزايد تصاعديا على دول الخليج مع أزمة خاشقجي حيث أغرقت السعودية الأسواق بالنفط بإنتاج زاد عن ١١ مليون برميل يوميا مما يؤثر على الدول المنتجة مع إنخفاض سعر البرميل من ٨٨ دولار إلى ٥٨ دولار في أسابيع قليلة مما يعود بنا بالذاكرة إلى أزمة حرب الخليج والضرر الإقتصادي والأزمة المالية. ومع الإغراق النفطي فإن السعودية تتجه نحو الإغراق الدييني مع إستدانة ١١ مليار دولار من البنوك الدولية مما يجعلها تتجه نحو نفق مظلم لا يحمد عقباه.

    الصمت الإيراني حكاية أخرى تدفع للتساؤل بعمق هل أن طهران وطلائعها المخابراتية تعي اللعبة الدولية للأزمة أم أن لها حصتها من المخطط الجيوسياسي الكبير.

    وأخيرا السياسة تغدر والتاريخ يمكر والبوصلة تبقى بحاجة إلى تعديل...... فهل من مجيب..؟؟





    [27-11-2018 10:48 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع