الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    إضراب الكرامة

    تحت الضغط إستجابت الحكومة لنقابة المعلمين فقررت الأخيرة تعليق إضراب مقرر اليوم بعنوان «إضراب الكرامة», وحصلت على استثناء من أصول التقييم في نظام الخدمة المدنية.

    مرة أخرى تتصرف النقابة كتنظيم مسيس، وتتصرف الحكومة كضحية , فالنقابة نجحت لمرة ثانية في استخدام أدواتها وهم الطلبة وتتجاوز مصالحهم وليذهب الواجب المهني والتعليم إلى الجحيم.

    بغض الطرف عن العبارات الرنانة التي إعتادت أن تختارها النقابة لحشد التأييد لمطالبها فهي ترى أن الإضراب وسيلة لنيل الحقوق وهي بذلك تعطي أصحاب المطالب في عموم المملكة كلمة السر التي تفتح لها أبواب الحكومة وهي الإبتزاز.

    لا اعتراض على مطالب المعلمين كمهنة محترمة لها حقوق على الدولة والمجتمع ومن جهتي أؤيد أن يتمتع المعلم بإمتيازات لا حصر لها فهو الأمين على التعليم وعلى الطلبة هذا إذا أدى الأمانة كما يجب أن تكون والحكم في النهاية للنتائج التي يجب أن تخضع للقياس حول كفاءة مخرجات التعليم وهو واجب على النقابة أن تتصدى له قبل الحكومة. الإضراب سيبدأ بالامتناع عن دخول الغرفة الصفية وإعطاء الحصص أو المشاركة في أي نشاط مدرسي أو حضور الدورات أو غيرها في سلوك لن يعطل الدراسة فحسب الإضراب هو وسيلة للحصول على الحقوق وليس غاية أو تصرفا عبثيا.

    النقابة قررت أن تمارس نوعا من الحظر فعممت بعدم استقاء القرارات والأخبار إلا من خلال موقع النقابة الرسمي والابتعاد عن القرارات العشوائية والإشاعات التي قد يفتعلها البعض لتشويه صورة الاضراب أو التقليل من شأن المعلمين ورسالتهم السامية !!.

    طبعا تفترض النقابة أن الحكومة ستكون أحرص منها على الطلبة ولن تقبل بتوقف التعليم وهو حق للطلبة وستخضع للمطالب / الابتزاز، فقررت أن تذهب سريعا للإضراب كثغرة تلوي فيها يد الحكومة ولا بأس من عناوين تطرب الشارع ما دامت ستحقق الهدف.

    نقابة المعلمين الأردنيين أصبحت كحزب سياسي وليست نقابة مهنية كما يفترض بها أن تكون هذا ما يظهره التحشيد البلاغي الذي يذكرنا ببيانات العقد الماضي بينما كان يجدر بها أن تعمل على إستراتيجية تعالج فيها تراجع مستوى التعليم ونتائجه المؤلمة وهو ما ينبغي أن تتصدى له نقابة يفترض بها أن تكون مهنية هدفها الطالب والمفروض أن تكون نقابة المعلمين هي الأسبق للاعتراف بالتقصير ومحاولة تدارك هذه النتيجة المؤلمة.

    يقال أن المعلم شمعة يحترق ليضيء ما حوله لكن على هذه الشمعة أن تكون نورا وليس نارا تحرق المدرسة.





    [27-11-2018 09:11 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع