الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    خدمة وطن أم خدمة علم

    خدمة وطن هي غيرها خدمة العلم ، فالأولى اختيارية وهي نسخة محسنة لشركة التشغيل والتدريب الوطني بين القوات المسلحة ووزارة العمل أما الثانية فهي إجبارية تولتها القوات المسلحة فقط، لذا اقتضى التنويه كما استدرك رئيس الوزراء وعززه وزير العمل بتوضيح.

    خدمة العلم ألغيت في عهد حكومة المرحوم الأمير زيد بن شاكر والقرار ارتكز على أن الجيش الأردني يجب أن يكون محترفا، وأن الخدمة لم تشكل إضافة نوعية وهو ما ثبت خطأه لاحقا.دعاة إلغاء خدمة العلم محقون في ناحية واحدة وهي أن المكلفين استنزفوا طاقات الجيش التدريبية والإدارية والمالية ودعاة عودتها محقون في نواح عديدة منها علاج البطالة وتخفيف الضغط عن سوق العمل بخلق فجوة تباعد بين التدفقات المتلاحقة للخريجين الى السوق ولا شك أنها ساهمت في تخفيض البطالة ولو مؤقتاً وبعد الغائها ارتفعت نسبة البطالة بشكل كبير ، فالسوق لم تستطع أن تستوعب الخريجين في سنة واحدة، وقدرة الاقتصاد على توليد فرص عمل لم تكن مكافئة لأعداد الخريجين مع التوسع في بناء الجامعات للقطاعين العام والخاص.

    خدمة العلم نجحت في تحقيق نواح عديدة مثل ضبط توريد الأيدي العاملة الى السوق وصقل الشباب بالانضباط وتنمية الروح المعنوية والوطنية وغيرها من الصفات المطلوبة فقط لأنها إلزامية بالمقابل لم تحقق كل النسخ المماثلة مثل مراكز التدريب والتأهيل والشركة الوطنية للتشغيل والتدريب النجاح المأمول، لأنها لم تكن إلزامية ، فالهدر في الطاقات والنفقات الذي كان ينتقده دعاة إلغاء خدمة العلم تحقق وبصورة أسوأ في النسخ المماثلة غير الإلزامية.

    كان يمكن تطوير النسخ القائمة بدلا من استبدالها بعناوين جديدة تخدم ذات الأغراض ، وعدم إلزاميتها سيفرغها من أهدافها حتى لو كانت مدفوعة الأجر ، وقد شكا مدراء البرامج السابقة من عدم إلتزام المتدربين بالبرامج بمجرد حصولهم على الراتب الأول فالبرنامج لا يفرض عقوبات على المتخلفين ولا يغرم غير الملتزمين خلافا لخدمة العلم ذات الالتزام والانضباط العسكري بكل ما يتضمنه من أنظمة صارمة.

    كان يفترض أن تترك الفكرة للقوات المسلحة تديرها وتنظمها وتحدد أهدافها الاقتصادية والاجتماعية ونحن نرى أن مؤسسة الجيش هي التي لا تزال ترفد السوق بخبرات وكفاءات كبيرة ومنضبطة،وبتسلمها هذا الملف فانها ستتولى ادارته بكفاءة واحتراف وما على القطاع الخاص الذي يشكو من قلة كفاءة ومهارة الأيدي العاملة الأردنية سوى مساندة ودعم هذا البرنامج بالمال.





    [26-11-2018 09:57 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع