الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    عبدالله النسور .. قراءة في المشهد

    بمجرد أن تذهب الحكومة يغرق رئيسها بالصمت ، ربما لتجنب النقد والإشتباك فإن فعل أخذت عليه صفة الإستدراك وإن لم يفعل وسم بالهروب من المسؤولية وفي كلا الحالتين هو ملام .

    ينطبق هذا الوصف على رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبد الله النسور ، فغاب ثلاثين شهرا قبل أن يقرر الظهور على شاشة تلفزيون المملكة ليقرأ المشهد .

    إطلالة النسور كانت منتظرة وكثير من المتابعين توقعوا أن يذهب الرجل الى تبرير قرارات حكومته بتفجير مواقف هنا أو هناك لكنه قرر أن لا يمارس الحكمة بأثر رجعي .

    النسور نجح في أن يستوعب خصومه ومعارضيه خلال حكمه ونجح في إنصاف من سبقه ومن جاء بعده حتى بعد وقت على خروجه من الحكم ، وفي المقابلة التلفزيونية لم يستدرج للدفاع عن حكومته وإلقاء اللوم بل قاد الحديث الى منصة حيث إختار فيها أن يظهر كرجل دولة .

    لم يكن هناك شك في أن لدى عبدالله النسور ما يقوله فهناك الكثير من الأحداث والقرارات التي جرت في عهده تحتاج الى تعليق ، ولخصومه أيضاً رأي فيما سمعوه والعناوين في ذلك كثيرة ومثيرة , ومنها التعديلات الدستورية والمديونية وارتفاع البطالة ، وهبوط النمو الاقتصادي والعجز والإصلاحات الإقتصادية في المحروقات والدعم ولماذا يقترب حينها من الخبز وقد كان قرارا في متناول يده .

    حكومة النسور وصفت بحكومة الضرائب ورفع الأسعار، وزيادة المديونية حتى أن الرجل قدم مرافعة حول الأسباب وسواء كان مقنعا أم لا فقد تمسك بما فعله آنذاك وهو الإلتزام بإتفاق سبقه مع صندوق النقد الدولي وتبناه وقال أنه ضرورة وقعته حكومة شجاعة سبقت حكومته .

    ما أراد النسور أن يقوله هو أن تغيير الحكومات لا يعني إنقلابا بل استمرارية وتراكم ، والتغيير هو في الأسلوب وفي أليات إتخاذ القرار وشرحه فهناك من يأخذ القرار الصعب ويشرحه وهناك من يشرح القرار قبل إتخاذه في عملية تسويق مكثفة وهو ما فعلته حكومته وما فعلته حكومة الرزاز بينما لم تمنحه حكومة الملقي الوقت اللازم لكن الأسوأ هي الحكومة التي لا تتخذ القرار بل تؤجله كعبء على من سيأتي بعدها .

    محاسـبة الحكومات على سياساتها وقراراتها إيجاباً أو سلباً مصلحة وطنية والتقييم والنقد لا يجب أن ينتهي بمجرد إستقالة الحكومة .





    [20-11-2018 09:05 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع