الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    لن أشمرَ عن ساعدي يا رئيسَ الوزراءِ عمر الرزاز

    نحنُ في بلدٍ يقالُ إنَّه بلدُ مؤسسات ولسنا أمامَ نقلة طوبٍ على سطحِ بيتٍ في قريةِ ويقول صاحب البيت: "يا مين يعاونا.. وين الشباب؟" ثمَّ نُلبي النداءَ ونرفعُ الطوبَ على الطابق الثاني. أنا ضدّك يا رئيس الوزراء ولن أدافعَ عنكَ مرةً أخرى ولن أرجو الدبسَ من ... النمس. أخذتَ كلّ الفرص، ولم تشمر عن ملفاتك ولم تنهر الزلم الهاملة التي تحيطك لتنقذوا البلاد والعباد.

    لم تقل "الفزعة" ليشارك الزلمُ التناتيحُ معك في الهوشة ضد الفساد، لم تقل لهم "ظهورهن يالنشامى" لنقف أمام بيوت اللصوص الذين يسرقون بلادنا وعرق أجدادنا منذ نصف قرن. جرب وقل لنا نحن "الفزعة يا شعب، ترا منيش قادر على فلان"، وانظر حينها كيف سيغدو بلا عشيرة أو حليف لأننا نُشمسُ الهاملَ حتى لو كان ابن أكبر بطن. تجرأ وأخرج على التلفاز واخطب خطبةً تاريخية واطلب من الشعب أن يأتي إلى الدوار الرابع لنزفك بالورد والرز وشمسيات العرسان ونمشي أمامك ونلعنُ سنسفيل أمّات الفساد والفاسدين، تخيل كيف سيهب شعبٌ كامل للعن أس الفساد وربعه. لكنك لن تفعل.

    نحن قوم لا نشمر عن سواعدنا إلّا من باب نصرة المظلوم، ولستَ مظلومًا، إلّا للدفاع عن الكرامة، ولستَ كرامتنا لأنك تخليتَ عنا في مرحلة قذرة ندفعُ فيها تكاليف القصور والفلل والمزارع التي يبنيها الفاسدون منذ نصف قرن، واليوم نحن في مرحلة دفع أقساط أبنائهم الجامعية ورفاهية نسائهم القبيحات. تركتنا رغم آمالنا الكبيرة بك لأنك من خارج الصندوق، ثم تبينَ لنا أنك كنتَ في إعارةٍ ما؛ بين صناديقهم. هذا كلام رجلٍ رأس ماله بقايا راتبه (قبل دفع فاتورة الكهرباء) رأس ماله كرامته التي يحاول الدفاع عنها.

    شمروا أنتم عن سواعدكم، نحن قوم نلبس أثواب الصيف وأُبطيّات الشتاء ومزانيك آبائنا، وأمهاتنا ملفوفات بكرامة الشنابر والمدارق والبشاكير. طبعًا هذه ثياب لا تباع في باريس. نحن قوم أفهمُ منكم، أشجعُ منكم، أرجلُ منكم، أقوى منكم، أكرمُ منكم.. نحن قوم نحترف قولة "تفضل للغدا" رغم أنين الجيب، نحن قوم نكثر من قولة "انت بحمايتي وبحميك من غيم ربك"، نحن أحفاد نساء أنقذنَ الدخيل وأغثنَ الملهوف وحملنَ دلاء الفجر بينما أمهاتكم تقول عنا "ليش تلعب مع اولاد العسكر يا ماما هدول بدو وفلاحين" نحن البلد كلها. لن نشمر عن سواعدنا، شمروا أنتم قبل أن نشمر عن أشياءٍ أخرى... شمّرك الغضب.





    [12-11-2018 09:20 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع