الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    كارثة غير طبيعية

    كان يوم الجمعة مميتا قاتلا، مع العلم بأن الجهات المختصة بأحوال الطقس قد حذرت بأن البلاد ستشهد حالة جوية سيئة، ما يستوجب ضمنا على المسؤولين الاستعداد قبل المواطنين، و أخذ الحيطة و الحذر، و التجهيز الكامل لكن كالعادة كان ما كان .

    لم تجف دماء شهداء البحر الميت، و ما زالت جراحنا نازفة، و صورهم حاضرة في قلوبنا، فقلنا إن لكم فيها عبرةً و دروس للمستقبل ، و لكن للأسف مكانك سر ، الا باستثاء جهود متواضعة مشكورة قدمها رجال الدفاع المدني بالرغم من محدودية امكاناتهم المتاحة وفق ما رأينا.

    جاهزية وتقنيات مخيفة للتعامل مع مختلف الظروف الجوية؛ طبعاً هذا ما جاء على لسان وزيرة الاعلام خلال أحداث الجمعة، وهذه هي العبارات التي اعتدنا سماعها بداية كل (شتوة) بالرغم من علمنا المسبق بأنها حكي(جرايد) مش أكثر ولا أقل و بأول شتوة نغرق، بس المرة هاي في أجانب غايبين فيلة و مصدقين .

    ثلاثة الآف و خمسمائة سائح تم اجلائهم و لله الحمد ، و لكن كيف تم انقاذهم؟ و كيف تم اخلاءهم ؟ هل تم التعامل معهم على انهم ضيوف و مصدر دخل للوطن؟ و هل كان التعامل بحرفية كما ادعت معاليها ؟ أيُعقل أن الصور و الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل لمواطنين هبوا لنجدة السياح ما شافتها معاليها!! و لا معاليها ما عندها لا تويتر ولا فيس بوك ؟ أين الحرفية و الجاهزية ؟و أين كانت الآليات و فرق الإنقاذ المُدربة القادرة على تدارُك الموقف وإخراجهم من المأزق؟ الرزاز قرر بأن هنالك تغيُر مناخي كوني و أننا نمُر بأيامٍ عصيبة ، يا دولة الرئيس ، متى لم تكن عصيبة؟ و متى كانت ميسرة ؟ دع التغيُر المناخي و الطبيعة و حافظ على أرواح قاطني هذا البلد ، وأعد من كان أهلاً لها و لحمايتها ، حاول ان تُغير المناخ السياسي للدولة و طريقة التعاطي مع الناس و الأزمات و الفيضانات .

    أين وزارة السياحة ؟ و ما الفائدة من و جودها إن لم تقم بتحذير السياح مسبقاً في مثل هذه الظروف ؟ أليس من المفروض أن هذه الوزارة هي المسؤولة عن الحفاظ عليهم؟و هل من المعقول أن الوزارة ليست على دراية بحالة الطقس و فساد بنيتنا التحتية وعدم جاهزيتنا ! طيب، على الأقل لماذا لا يقوموا بتكليف لجان للمتابعة الحثيثة في مثل هذه الأحوال ؟ في كارثة البحر الميت بدنا نقول مشيناها "و ما الكوا دخل" بس هاي مش راضيه تمشي.

    السيّاح لا يعلمون بما وراء الطبيعة و ما وراء البتراء من فساد كاد أن يسلبهم حياتهم ، داهمتهم السيول على حين غرة ، فلا خلاف على أن الطبيعة تفعل ما تشاء و لكن ما بعد ذلك من الطبيعي وجود مخرج و خطط و آلية انقاذ متفق عليها ومعمول بها ؛ هؤلاء السياح قادمون من مختلف أنحاء العالم ، فماذا سيخبرون عنا في ارجاء المعمورة ؟ و ما الصورة التي خرجوا بها عن الاردن ؟ مما لا شك فيه بأنهم سيتحدثون عن كارثتين، الاولى طبيعية بفعل الامطار ، والثانية غير طبيعية بفعل استهتار البشر "المسؤولين ".

    لولا شهامة المواطن الأردني و نخوته لكان الكثير من السياح في عداد المفقودين ، كما هي مفقودة جاهزيتنا و استعداداتنا.

    سواح ولا داري بحالي.... رزاز ايه اللي جرالي !!!؟





    [10-11-2018 10:47 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع