الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    لماذا لا نحتاج مؤتمرا تنويرا اليوم

    تُبصرُ الروح الانسية على كون كبير تبحث فيه عن اصول معجزات طبيعته ، ذلك لانها رٌزقت بعقل يسكن الجسد الفاني يضج بفوضى التسائل، ليبحث باستمرار عن تحليلٍ لكل ما يدرك من أسئلة تعجبية حوله حتى ان التساؤلات تكاد تكون ملازمة لنا مثل: من الله ؟ أين الله ؟ لماذا نحن مسلمون ، مسيحيون؟ حيث يمكن بسهولة إقناع البعض بالجنة والنار كونها قد تلمس او تدرك لكن إقناعهم بالله يعد تحديا أو نهرا لجبرهم على التأكيد على وجوده فبعضهم يلتهي بالمجتمع ويعيش وسطه باستسلام وبعضهم يثور عليه ليبحث عن اجوبته بطريقته.
    وعليه فان فيض سيل الأنبياء و الكتب السماوية و الأساطير و قصص الإله الذي يكاد يكون لاحصرا فيه يشكل ارقا إضافيا للفرد المثقف او الفضولي فان تم الاطلاع على اساطير السومرين والبابلين اي ما قبل الاديان الابراهمية تقلق بضعا ان كانت الأديان السماوية قد اخذت منها أصولا أو تشبعا .

    وانا هنا لن أخوض بنقاط التشابه سأركز على نهوض التنوير فقط وما هو وما الفرق بينه وبين التدين وهل يمكن أن نكون معتدلين فيه ام لا .
    تطور التنوير في فرنسا خلال القرن الثامن عشر علما ان نشأته بدأت في انجلترا والمقصود به هو تمكين العقل من انارة فكرة وإطلاق العنان له والخروج من صندوق الظلام أو تبعية الجهل أو الخرافة أو الدين ويعد منتسبيه من رواد العلماء والفنانين الذين ساهموا في تطور العلوم
    اذن التنوير ان تفتح عقلك اي انها صفة تلازم كل إنسان مثقف مهذب الاختيار تروقه الأبحاث لاجئاً للفلسفة للابحار في التفكر و الاستنتاج لكل شيء اي انه لا يخالف عقيدة أو معتنق فلماذا اذن يحارب التنورين اليوم الأديان الابراهمية ز لماذا الاسلاموفوبيا اخترقت التنورين الجدد !!!!
    يقول إيمانويل كانت " ان التنوير هو خروج الإنسان عن مرحلة القصور العقلي وبلوغه سن النضج " طبعا هو لا يقصد السن القانوني أو البلوغ الجسدي إنما يقصد التبصر الفكري و القدرة على الخروج من عباءة التقليد والطاعة العمياء للمجتمع الذي ينتمي اليه الفرد اي ان لا يستسلم لمحيطه فيتقن اختيار الحق والباطل بارادته الحرة ويبحث عن مفاتيح تقنعه بما يراه فيواجه حقائق بالادلة فلا يقبل الانصياع لمجتمعه استسلاما مطلقا بطريقة بديهية فطرية ، اي انه ايمانٌ بالعقل على عكس باقي المجتمع الذي يؤمن بالعاطفة والتقليد .
    إلى هنا لا يمكن أن نرى التنوير شريكا في الإلحاد ابدا وإن انتماء معظم التنورين الى فئة الملحدين لا يعد تعميما بالمطلق على التنوير فهذا ظلم لعمق التنوير وشريعته فالتنوير يعكس الفطرة السوية للفرد المستقصي للحقيقة فلا يمكن ان تتجاهل الفطرة الانسانية التي تؤمن بقوة ان هناك شيء قوي او خفي اتقن صناعة الكون .
    اذن الخلاف في النموذج التجريبي.

    ان مؤسسي التنوير وهم فلاسفة اليونان قديما او المتشككين او الساعيين لتحرير العقل من تبعية الاديان والاله وما بعد الموت يرغبون في تنشاة النفس بالنفس دون ظلمها باتباع شيء خرافي ما والتسيس خلفه فتقيد حريته .

    ولا يمكن مطلقا ان لا تشبه حالتهم بالانبياء بالرسل فهؤلاء ايضا تحرروا من التبعية المجتمعية الخرافية وراحو يبحثون عن ما هو اعظم لثقة به والايمان به ورفض سلوكيات تفتقر لحدود الانسانية او الفطرة السوية كما نقرا ذلك في سيرهم الفرق فقط ان الانبياء وجدوا الله وكان خلافائه بينما الفلاسفة بعضهم ظنوا انهم هم الله نفسه او ان الطبيعة هي الله اي ان التحرر العقلي قادهم لفلسفة تنخر منطق الانسان فهل هم على حق ام باطل ؟

    تسائلت شهد كيف واين الله فكيف علي ان اقنع ابنتي ذات السبعة اعوام ونيف ان الله موجود ؟

    انا اؤمن شخصيا ان التحرر القعلي حاجة ملحة يجب ان يعيشها الانسان الحر بكل قوة وضمن سلطة منطقية. وهنا اقع بخلاف دائم مع بعض التنويرين ويشب الخلاف بيننا فانا ارى نفسي تنويرية لكن بطوابط تكفل بقاء العقل لي منطقيا .

    سالت شهد باصرار : وين الله ؟ وكيف انخلقت الارض ؟ قررت ان اجيبها عن الشق الثاني اولا قلت لها ان الارض كوكب كان في السابق نجمة محترقة في الكون ثم توقفت في مدار ثابت وبدات تبرد لتتشكل فوقها طبقات صلبة كثيرة عددها سبعة فتحولت لكوكب مظلم ولانه يقع في مسار كوني محدد قريب من الشمس فيدور حول نفسه تمكن كوكبنا من اداراك الليل والنهار الليل فياتي الليل بابتعاد الارض عن الشمس فيبزغ كوكب اقرب لنا وهو القمر تنعكس عليه اضاءة الشمس فينير بضعف الارض وانما ان نصل بعد عدد محدد من الساعات لشمس ننعم بنهار جديد ولان الشمس تدور حول نفسها تظهر الفصول ثم تابعت فهمتي كيف اجت الارض قالت : طيب الله كيف اجا وجابنا على الارض ما دام هيك كانت الارض فاضية؟ وما عليها كان اشي لحد ما بلشت الفصول تجي صح ؟ قلت لها : صح ، وتابعت ليش بتحسي ببرد ؟ قالت لانو الهوا بارد فقلت شفتي طيب البرد او الريح والرطوبة الي اثروا على البرد حتى يجي قالت : لا حسيت في بس ، فقلت : هيك الله ما منشوفوا منحس في بس يعني لكل قوة حوالينا في اشي اقوى منها ولابد نستوعب انو الله قوى غير محسوسة وغير مرئية بس منستشعروا حوالينا .

    الحديث مع شهد كان طويل جدا لكنها اقتنعت انو الله موجود ليس لانني اجبتها فقط بل لانها شعرت به وادركته .

    اذن العقل الروحاني لا يختلف عن العقل المادي كثيرا فكلاهما يبحث عن سر نشاة الكون وحقيقة وجود الله اي اننا اذا قلنا ان الطبيعة امنا ! فمن ام الله؟ اي ان كلاهما سؤال واحد لاجابة واحدة وهو وجود طاقة اكبر من وجودنا مسؤولة عن هذا التنظيم العظيم .

    اذن لابد لمنظم ما موجود فلماذا اذن التشكيك بوجود الله ولماذ يطرح التنورين او من يقولوا انهم تنوريون اليوم توضيحا لنشاة الله و الاصرار على مباحثة الاسلاميات ومفاهيمها ؟ هنا يكمن الخلاف هو دحضهم للعقيدة من جذورها الروحانية فكان الاصح لو انهم محررين للعقل من سباته وتبعيته المجتمعية ان يتباحثوا : كيف يجب ان نرى الاسلام ؟ و كيف نستدل على بعثنا لنحيا في الارض بفضل الله ؟

    التنوريون اليوم واقصد من اليوم بالقرن العشرين لان نشاة التنوير ومعتنقيه ظلت خلافيه فمثلا يرى فولتير ان التنوير ان تخرج بعقل حر تماما بلا قيود بيمنا يرى روسو ان العقل حر لكن ضرورة القيود لا تشكل عائقا عليه ما دامت نبيلة وهنا ظهرت نظرية الهمجي النبيل بصراحة ما رمى اليه روسو يقنعني اكثر من فولتير لانه منطقي فالبشر لم يخلقوا كقطيع حيوانات همجي ومع ذلك فحتى للحيوانات قيود وضوابط فطرية تقودها ، وهو ما يجب ان يقتنع به التنوريون اليوم .

    الخلاصة ان الايمان ثورة طبيعية للانسان الحر العاقل ووجود الاديان جاء تنظيما لحياة البشر بغض النظر عن نوع الدين واسلوب الايمان المتبع نعم انا ضد ان تكون الجنة حكرا على ملة دون اخرى ولم اقتنع بكثير من الاسلاميات حتى ادركت مواضعها وهو ما يجب ان يكون لكل انسان تنوري قرر ان يحرر عقله فلا يمكن مثلا الاقتناع ان ايه ( الطيبون لطيبات والخبيثون للخبيثات ) تقصد ان على الانسان ان يتزوج من شخص يقع على خُلقه والا لما وقع الطلاق والخلاف من اساسه ومن يقرا في عمق الاسلاميات يرى ان سبب الايه لا يعني مطلقا ما تعلمناه سننينا عظيمة فهي نزلت لمناسبة تهمة السيدة عائشة وجاءت تصف الحديث او الكلام المنقول اي ان الكلمات الطيبات لا تخرج الا من الطيبون والانقياء والعكس صحيح اذن ما علينا هو اعادة قراءة للاسلاميات بصورة منطقية وواقعية وعلينا ان ندرك ان ما نعيشه اليوم هو خراج عادات وتقاليد بعضها التصق بالدين الاسلامي وبعضها لاينتمي له مطلقا فعادة تزويج المغتصبه لمغتصبها ليس شرعا ايضا بل تقليد عثماني من باب قفل الثار وايات سورة التوبة نزلت تحقيقا لمعارك ومواقف قتالية محدده في حينه الا انا الاجتهادات اخذت فيها تسيسا سياسيا نال من قداسة الاسلام السياسي فصنعته وحشا يقتل بلا ضمير .

    اذن لانحتاج للتنويرين الجدد نحتاج لذاتنا فقط لتامل الروحي والبحث المنطقي فالخوارزميات والقواعد النوتنية لم تاتي بدون تنظيم وان ايمان مجتمع ما بدين او معتنق ما خصوصا الاسلام الدين المثير للجدل دوما يحتاج فقط لفزعة ذاتية نحرر فيها العقل من اجتهادات فاضت في مكيال الدين فعقرت عنق انسانيته واثارت جدلا يمكن ان يٌختصر بقراءة منطقية للاسلاميات ومفاهيمها وان الله قوى ثابته مستشعرة ثم ليترك الخيار بقبول الدين بصفة محققه ان لا اكراه في الدين .

    شخصيا لا ارى تعارضا بين الدين والعلم فالعلم لم يبدا بدون ايمان ان هناك شيء يمكن ان يحدث ان احدثنا فيه امرا اذن التنوير الروحي يلازم التنوير المادي ما ينقصنا المنطق ! (تعرف ايه عن المنطق حضرتك !!! )





    [31-10-2018 06:33 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع