الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    حزن برائحة الطفولة

    وهذا يوم من أصعب الايام على الكاتب الذي اعتاد ان يحرض الناس على الفرح وحبّ الحياة. لكنه يجد نفسه مثل كل الاردنيين «مكلوما «، مجروحاً،بعد ان « خمّش» الحزنُ روحه.

    كان «أول شتوة». وانا وبحكم التعوّد، دائماً ما اخشى «اول شتوة» ليس كُرْهاً بموسم الشتاء،بل لأننا اعتدنا على « الاحوال السلبية التي تنتج عن هطول الأمطار» مثل «انقطاع الكهرباء او انقطاع البث التلفزيوني او حوادث السيارات او تعرض بعض العائلات لحالات اختناق بسبب استخدام الصوبات او استنشاق الغز الى غير ذلك من الازمات « التاريخية» والتقليديّة» التي تتذكّرنا فقط في فصل الشتاء. مع ان كل الأجهزة الحكومية ،تؤكّد انها « في كامل جاهزيتها «.

    ربما كنتُ ( اول) المتضررين من (شتوة / الخميس). فبعد ان جهّزتُ « الأرجيلة» واعددتُ لنفسي فنجاناً من القهوة « احتفالاً « باستلامي « الراتب»،باغتنا المطر وبشكل «ضربات» متواصلة،جعلتني اقوم اكثر من مرّة، لتفقد الشبابيك و» لمّ الغسيل» وفتح»المٌنهل» في « الحاكورة» التزاماً بتعليمات « السيدة زوجتي» التي تركتني وحيداً «امارس الرومانسية على طريقتي» كما «صرّحت فيما بعد».

    ومع « آخر نفَسْ بالارجيلة «،اكتشفتُ وجود « بِركة ماء « قد تجمّعت في « البلكونة «،نتيجة « انسداد» المُنْهل وهو أمر يتكرر كل عام.
    لم يجدِ الدعاء « ع اللي كان السبب» . وقرددتُ قوال الشاعر
    « إذا لم يكن من الموتِ بُدّ / فمن العار ان تموت .. جبانا «... أو « مبلولا ً».

    فقمتُ بنقل 10 «سطولة ميّة» الى الشارع،حتى ايقنت ان « الِبرْكة « قد جفّت..

    وعدتُ لاتفقّد «أخبار الفيس بوك «،لأجد « المصيبة» تنتظرني وهذه المرّة من خلال حادثة « أطفال البحر الميّت».

    عندها ،غطّى الحزنُ الفضاء بأكمله. ولم اعد أُدرك « رومانسية الشتاء». بل كرهتُ كل قطرة ماء تسببت في « قتل» واحد من الاطفال.

    انا رجل مؤمن بقضاء الله،ولكن «الطريقة» التي مات فيها هؤلاء الصغار « أكثر ايلاماً « مما قد تتخيّل.

    وبعيدا عن « التأويلات» و» الضعف الإعلامي» في « التغطية» و» فوضى الاستعراض امام الكاميرات»،وجدتُ نفسي مثل اغلب الناس، عاجزاً عن الكلام والتفكير وكأنّ على رأسي الطّيْر.

    يا للحزن
    يا للحزن
    شو فايدة الحكي
    راحوا الغوالي
    الله يصبّر اهلهم ..!!





    [28-10-2018 11:29 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع