الرئيسية 
مقالات واراء
أتعلمون أيَّ حُزْنٍ يبعثُ المَطَر ؟
وَكَيْفَ يقتل الاطفال إذا انْهَمَر ؟
وكيفَ تشعر الام فِيهِ بِالضّيَاعِ ؟ ،
كالغريق ، من الإهمال ، من الفسادِ ، من الْمَطَر !
وداعاً بُني ، وداعاً بُنيتي ، وداعاً أطفالنا الأبرياء .
قُرابة الأُسبوع و الارصادُ الجويةُ تُعلن و تُرسل و تنشُر عبر وسائل الاتصال و في كل مكان تحذيرات عن تغيُّر قوي في الطقس.
الجميعُ مُتهم ، كل من خطط و نسق ، كل من جهّز ،كُل من وقَّعَ على موافقة إكمال الرحلة ، تتوجه اليه أصابِع الإتهام بانعدام المسؤولية ، حتى من يزعمون بأن ما حدث لم يكن متوقعا و أن تِلك مشيئةُ الله مُتهم ، هُناك عقلٌ و منطقٌ ، اعقل و توكل ،مش طخه و صيبه و قول نصيبه ، لابد من وضع أسوء الاحتمالات في عين الإعتبار و الأخذ بها و التعامُلُ معها بجدية ،ما كان المانع من تأجيل الرحلة الى أسبوع آخر أو حتى إلغائها إذا تطلب الأمر؟ أليس أفضلُ مما نحنُ فيه الآن؟
الأُم الثكلى التي وضعت وليدها بين أيديكم و ودعته كانت تنتظر بلهفةٍ عودته ، فماذا ستجيبوها ؟ آسفين والله كانت كابسة شتى مش هيك توقعنا ، لو قمنا بسؤال أي جاهل و هو على علمٍ مُسبق بالاجواء المُتقلِبة ، هل سيقبل الذهاب برحلة في هذا اليوم ؟أضعف الايمان سيقول بأن الجو مش مناسب أجلها ، فكيف لوزارة كاملة و مدرسة بكادرها تختم و تُصرح لشيء مبهم غير واضح المعالم والنتائج ، مش عايشين بالاردن انتو ؟!!
عاد الفساد ليتصدر الموقف ، نعم الفساد، فهو فساد حكومي و اداري يُصر على عدم تحمُل مسؤوليته و إعطاء الموقف حقه بالاستقصاء و التمعن و الإشراف من الالف إلى الياء .
#غرقت عمان ، عاد اليكم من جديد بلا تغيير يُذكر و قديم يُعاد !
بُنية تحتية مُدمرة ، فأمطارُ ساعةٍ عندنا دمرت شوارِع و منازِل و بيوت و جرفت مركبات و حصدت أرواح ، طيب كيف لو بتشتي عنا طول السنه ! طُرق متآكلة تحصد أرواح بالجملة ؟ اذا هيك من أولها ! و يخرُج علينا مسؤول ليُغرد بأن الأُمور تحت السيطرة ، ماذا فعلتم للسيطرة ؟ و ماذا أعددتم للحفاظ عليها ؟ و إن كنتم فعلاً ميسطرون ، فبمن الآن أنتم تُنقِذون !
تَثَاءَبَ الْمَسَاءُ ، و الأُم مَا تزال تسِح مَا تَسِح من دموعها على أمل أن يعود ، قولوا لها و لكن تجنبوا مُصارحتها ، اكذبوا عليها بأن طفلها بعد غدٍ يعود .
