الرئيسية أحداث دولية

شارك من خلال الواتس اب
    أبرز جرائم الاختطاف والاغتيال السعودية خارج الحدود
    أرشيفية

    أحداث اليوم -

    تاريخ طويل من الدماء، لم يكن جمال خاشقجي الصحافي السعودي المعارض، المختفي منذ دخوله مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول ، أول المختطفين أو المغتالين فيه على يد النظام السعودي.

    وفيما يبدو لن يكون الأخير، فوفقًا لمنطق العائلة الحاكمة وما تناقلته الأجيال المسيطرة فيها، فإن الدماء ضرورة للبقاء في الحكم

    حسام الهندي
    اختطفت السلطات السعودية ناصر السعيد من بيروت
    تاريخ طويل من الدماء، لم يكن جمال خاشقجي الصحافي السعودي المعارض، المختفي منذ دخوله مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول قبل عدة أيام، أول المختطفين أو المغتالين فيه على يد النظام السعودي. وفيما يبدو لن يكون الأخير، فوفقًا لمنطق العائلة الحاكمة وما تناقلته الأجيال المسيطرة فيها، فإن الدماء ضرورة للبقاء في الحكم!

    تكثر الحوادث التي تورط فيها النظام السعودي بخطف معارضين أو أفراد من العائلة الحاكمة، إلى درجة لا يمكن تعدادها
    تكثر الحوادث التي تورط فيها النظام السعودي بخطف معارضين أو أفراد من العائلة الحاكمة، إلى درجة لا يمكن تعدادها. يرصد "ألترا صوت" في هذا التقرير، أبرز حالات الاختطاف التي نفذتها السلطات السعودية خارج حدود المملكة.

    ناصر السعيد

    ناصر السعيد معارض سعودي صاحب نشاط واسع خلال الخمسينات والستينات، استمر بشكل هادٍئ في السبعينات. يقال إنه أول معارض لـ"آل سعود"، وهو يساري قومي قريب من الناصرية، بدأ نضاله ضد حكم آل سعود من خلال عمله في شركة أرامكو في الخمسينات، وخطب في بداية حكم الملك سعود، مطالبًا بدستور للمملكة، وهو صاحب كتاب "تاريخ آل سعود" المحظور في دول عدة، والذي يعد من أبرز الكتب حول تاريخ العائلة المالكة بداية من التأسيس الأول وعلاقة الأسرة بالشيخ محمد بن عبدالوهاب، وحتى التأسيس الثالث على يد عبدالعزيز آل سعود، والسيطرة على مساحات شاسعة من شبه الجزيرة العربية، وإعلان المملكة العربية السعودية.

    هرب ناصر السعيد من المملكة عام 1956، بعد صدور مرسوم ملكي يُحرم الإضراب الذي كان يقوده مع زملائه في أرامكو، وحذره البعض من الاغتيال. انتقل للقاهرة بشكل سريع، وكان النظام المصري وقتها على خلاف مع الملك سعود بن عبدالعزيز. تصاعدت حركة ونشاط السعيد في الستينيات وأسس ما يعرف بـ"اتحاد شعب الجزيرة العربية" وانتقل بين القاهرة واليمن الجنوبي ودمشق وبيروت.

    بعد عودة العلاقات بين عبدالناصر والملك فيصل، تم التضييق على ناصر السعيد، ولكنه عاد إلى نشاطه من جديد مع تصاعد الاضطرابات في المنطقة الشرقية في تشرين الثاني/نوفمبر 1979، قبل أن ينتقل إلى بيروت، ويختفي عن الأنظار في كانون الأول/ ديسمبر من نفس العام.

    تدور الشبهات عن استهداف عملاء سعوديين له بمساعدة شخصيات فلسطينية نافذة في حركة فتح ومنظمة التحرير، ويقال إنه نقل إلى المملكة وقتل هناك، بينما ترجح روايات أخرى قتله في لبنان.

    نواف وطلال الرشيد

    لم ينس آل سعود الخلاف التاريخي مع آل الرشيد، أهل الإمارة والحكم في شمال ووسط الجزيرة العربية أو"حائل"، وظل الصراع بين الطرفين لسنوات، واستمر حكم آل رشيد لتلك المنطقة لنحو 88 عامًا، حتى سقطت في يد السعوديين عام 1921.

    تحاشى آل الرشيد الدخول في صراعات مع السعوديين، إلا أن مكانتهم استمرت بين بعض السعوديين، وتواصل تلقيب بعضهم بلقب الأمير. غير أن المملكة قررت مع دخول الألفية الجديدة منع إضفاء هذا اللقب على بعض هؤلاء، وكان أبرزهم الشاعر المعروف طلال الرشيد. نظم الرشيد قصيدة "يا صغير" التي اعتبرها البعض موجهة ضد النظام السعودي الذي ثارت حفيظته.

    وفي عام 2003، شارك طلال الرشيد في رحلة صيد في الجزائر، لكن هجومًا بالرصاص وقع على طلال ومرافقيه، توفي على إثره.

    اختلفت الروايات حول الحادثة. قيل إنهم لصوص واتهم البعض جماعات متطرفة، في حين بدت الاتهامات الأساسية موجة نحو المملكة. واستمرت الشكوك حول تورط المملكة في الاغتيال لكن دون دليل، حتى آب/أغسطس 2017، عندما غرد المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، وكتب: "لمن يحاول أن يصطاد في الماء العكر، أود أن أذكر بأن آل سعود جعلوا الجنازة جنازتين. جنازة في روضة مهنا وجنازة في الجزائر". وروضة مهنا اسم المعركة التي أنهت على حكم آل الرشيد وانتصر فيها آل سعود، ما اعتبره البعض إعلانًا صريحًا من جانب المستشار والممثل للديوان الملكي السعودي عن تورط النظام السعودي في مقتل طلال الرشيد خلال رحلة الصيد في الجزائر، كما حدث لأجداده في روضة مهنا. وتحول هاشتاغ #السعودية_تعترف_بقتل_الرشيد لحمة انتقاد واسعة للمستشار في الديوان الملكي، وللمطالبة بالتحقيق في الواقعة، مما دفع القحطاني لحذف التغريدة.

    لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، لكن المملكة أكدت ما حاول القحطاني الإشارة إليه، وتوجهت الأنظار لنواف نجل طلال الرشيد المقيم في قطر، وهو شاعر أيضًا كوالده، ويعارض النظام السعودي. وشددت الدوحة من الحراسة المفروضة على نواف خشية اغتياله كما حدث لوالده، خاصة أنه يحمل الجنسيتين القطرية والسعودية. وعقب رحلة لنواف إلى الكويت في أيار/مايو الماضي، استغلت المملكة ازدواج الجنسية وطلبت من السلطات الكويتية القبض على نواف بتهمة إهانة المملكة، فألقت السلطات الكويتية بدورها القبض عليه من المطار، وسلمته للمملكة العربية السعودية. اعتبر عديدون ما جرى اختطافًا تم دون رغبة الكويت، التي دافعت عن الاعتقال بحجة الاتفاقيات الأمنية بين الدولتين.

    shareقامت السلطات السعودية باختطاف الأمير سلطان بن تركي بن عبد العزيز من جنيف عام 2003، واتهم الأمير عبد العزيز بن فهد بتدبير الواقعة، وهو نفس الأمير الذي تم اختطافه في عهد محمد بن سلمان
    علال الفاسي

    لم يكن لعلال الفاسي، شقيق هند الفاسي زوجة الأمير تركي بن عبدالعزيز، أي علاقة بالعائلة المالكة في السعودية، وليس له أي نشاط معارض. لكنه تجرأ وشك في تورط الأمير ترك بن عبدالعزيز في وفاة شقيقته، صاحبة الحياة الصاخبة والمثيرة للجدل. وعقب وفاة هند الفاسي، تقدم ببلاغ يطالب بتشريح الجثة.

    لم يكن من الأمير تركي بن عبدالعزيز إلا اختطاف علال الفاسى، بمساعدة ضباط من جهاز أمن الدولة المصري، ونقل على متن طائرة خاصة من مطار القاهرة معصوب العينين، إلى السعودية، بشكل غير رسمي. وتشير التحقيقات التي نشرت عقب ثورة كانون الثاني/يناير 2011، إلى أن بعض ضباط جهاز أمن الدولة المصري بمعاونة الحرس الخاص للأمير السعودى قاما باعتقال أسرة هند وضرب بعضهم وخطف علال إلى خارج البلاد، وتقدمت أسرة الفاسي ببلاغ في 23 أب/أغسطس 2010، ولم يثبت خروجه بشكل شرعي من المطار. لم يتم إخلاء سبيل علال الفاسي إلا بعد تنازل أسرته عن اتهام الأمير بالتورط في قتل زوجته.


    أربعة أمراء

    كشف وثائقي أذاعته شبكة بي بي سي عن ثلاثة حوادث اختطاف مثيرة لأمراء سعوديين، هم سلطان بن تركي وسعود بن سيف النصر وتركي بن بندر. وبالإضافة إلى ما أشار إليه الوثائقي، فإن هناك أمير آخر هو عبدالعزيز بن فهد، الذي اختطف عقب دخول السعودية لأداء فريضة الحج.

    قامت السلطات السعودية باختطاف الأمير سلطان بن تركي بن عبد العزيز من جنيف عام 2003، واتهم الأمير عبد العزيز بن فهد بتدبير الواقعة، وهو نفس الأمير الذي تم اختطافه في عهد محمد بن سلمان. وتشير الواقعة إلى اقتحام ملثمين الغرفة الخاصة بالأمير والاعتداء عليه بالضرب، قبل أن يتلقى حقنة مخدرة في رقبته. بعد أيام استيقظ سلطان في أحد مستشفيات العاصمة الرياض، ولكنه استطاع الخروج منها عام 2010، قبل أن يختطف مرة أخرى في كانون الثاني/يناير 2016، بعد أن عرضت عليه القنصلية السعودية طائرة خاصة تنقله للقاهرة، ولكنها حطت في الرياض.

    أما الأمير الثاني، فكان سعود بن سيف النصر، من الفرع غير المعروف للعائلة، وكان شديد الانتقاد للنظام السعودي حتى اختفى عن الأنظار بعد تغريدات في 2015، طالب فيها بالانقلاب داخل الأسرة على الملك سلمان. واختفى الأمير ولا يعرف أي تفاصيل عن مكان تواجده، بعد استدراجه في عملية يعتقد أنها تمت برعاية المخابرات السعودية. دُعي النصر لعقد صفقة مع شركة روسية إيطالية، وأُرسلت له طائرة خاصة لم تهبط في روما وإنما في الرياض. بينما كان ثالث الأمراء تركي بن بندر، واختفى في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، بعد أن ألقي القبض عليه في المغرب.

    عبدالعزيز بن فهد هو الأمير الرابع. حيث تم استدراجه إلى المملكة، بعد أن أكد له البعض أنه في أمان. سافر الفهد إلى السعودية لأداء فريضة الحج في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، وفور انتهاء الحج وظهور الأمير مع عمه الملك سلمان، اختفى عن الظهور نهائيًا. ونشرت الحسابات المعارضة في المملكة أخبارًا حول اختطافه واعتقاله، ولم يظهر حتى اللحظة.صوت الترا ultrasawt





    [16-10-2018 10:06 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع