الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    لا يخدعنّك هتاف القوم في الوطن

    عن اي محاربة فساد نتحدث ! قضيةٌ واحدةٌ بالأمس كشفت مشاركة قُرابة الألف مواطن ، هذه القضية ليست كسابقاتها من قضايا الفساد ، حيث أثبتت امكانية تورط بعض فئات الشعب نفسه في الفساد و دعم المفسدين ، ذات الشعب الذي يندد بالفساد ليل نهار ، و يرفع شعار " معناش"، و مهما كانت ظروفهم لا نبرر فعلهم و لن نجد لهم عذراً، هم فاسدين و لصوص حالهم حال الفاسدين الكبار ، مع الاحتفاظ بالألقاب و تنزيه المقامات ، هؤلاء لو أتيحت لهم الفرصة لهبشة محرزة سيأكلون الاخضر واليابس و ربما يأكلوننا أيضاً ، وكم هم كثيرون للأسف بيننا .

    نحارب فاسدين و لا نحارب فساد ، الفساد الذي يمارسه المجتمع بشكل مباشر أو غير مباشر ، يشكل عبئاً سيبقينا في وحل الفساد ، ألا و هو تركيزنا على فاسدين بأعينهم متناسين مجتمعاً بأسرهِ الكثير من مخرجاته تميل للفساد بصورة أو بأخرى .

    أين نحن و أين محاربة الفساد في الاردن ؟ و هل المُنادين به من مواطني موزامبيق ؟ أليس المتهمين بقضية شركة الخدمات في البشير أردنيين و من رحم المجتمع؟ إذا كانت نتاجات قضية واحدة تم الكشف عنها أعطت مؤشراً للكم الهائل من الفاسدين ، فإلى أين ستصل بنا الارقام؟ وكم مليوناً سنكون قد سلب منا حتى تُكشف لنا مُلابسات قضايا أُخرى؟ وكم من شريف سيكون مهدداً بالقتل؟


    الحبل عالجرار ، فهنالك رقابةٌ غائبة و تدقيقٌ غيرُ دقيق و كشوفات تتستر على ملابساتٍ ، و كل المعنيين و المسؤولين منا و فينا ، فإن كانوا لا يعلمون فتلك مصيبة و ان كانوا على علم فالمصيبة أعظمُ ، الفاسد فاسد مهما كان حجم هبشته ، فهل هنالك متسعٌ لدى هيئة مكافحة الفساد لهذه الجموع؟

    الحلال بيّن و الحرام بيّن ، و الواجب علينا عدم توفير بيئة خصبة لتفاقم الفساد و تكاثر المفسدين ، قد لا يكون بوسعنا في الواقع الحالي استئصاله ، لكن يمكننا الحد منه و التمهيد للقضاء عليه لاحقاً لنؤسس بهذا لمستقبل يسعنا جميعاً ، و لهذا يجب علينا أن نبدأ التغيير بأنفسنا و نعممه على من حولنا ، و أن نكون مشبعين بالقيم النبيلة و الأخلاق الحميدة، و أن ننمي مواطنةً صادقة في المواطن و الوزير و المدير و عامل الخدمات ايضاً.

    هل تضيع قيمنا بذريعة الوضع الاقتصادي المتردي ؟ و أن كبار الفاسدين قد ضيقوا الخناق علينا؟ هل هذا يعتبر سبباً كافياً لتجاهلهم فطرتهم السليمة وتغيرهم قسرا من صالحين الى فاسدين ؟

    لا يخدعنك هتاف القوم في الوطن .. فالمواطن في السر غير المواطن في العلن .

    إذا كانوا ٨٠٠ بالايد قديش اللي عالشجرة ؟





    [09-10-2018 07:08 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع