الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الناشط عدو نفسه

    كثير هم المتواجدون على مواقع التواصل الاجتماعي و البعيدون عن الجانب المنطقي و الأخلاقي , شعارهم انا أُثرثر إذاً أنا مشهور، مواقفهم قابلة للتغير و ضمائرهم عُرضة للتغييب كيفما تتطلب المصلحة الشخصية (و أحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد إلاّ أخانا) .

    العديدُ العديد من النُشطاء وقِلة القليل منهم العُقلاء و الأوفياء ,أوفياء لمواقفهم و ضمائِرهم و جمهورهم و أوطانهم ، لكن للأسف نجد أن أكثر النشطاء من يفتعِلُ مادةً من العدم ، فيكتب ما لا يفقه ويُسمع ما لا يفهم ، لغايةٍ في نفسه أو للفت الانتباه الذي هو من أهمِّ بنود الشهرة حتى و ان كانت هذه المادةُ فتيلاً يُشعله الناشطُ على حساب وطن .

    الشهرةُ متاحة لمن ارادها دون عناء , ففِعلٌ واحِدٌ مُنافي للحياء العام كفيلٌ بحصدِ ملايين المشاهدات على مواقع التواصل بليلة وضحاها و جعلك مشهوراً لمدة طويلة ؛ مدة أطول من شهرة بطلٍ في الاولمبياد أو كاتبٍ أفنى سنوات عمره في كتاباته ,و شتان طبعاً بين الثرى والثُريا , فاتهام باطلٌ أو تساؤلٌ غبي حري بأن يجعل منك مادةً شهيةً للسخرية و النقد , و يضعك في زاويةٍ ضيقة تكشِفُ فكرُك المحدود و الملوث , و تضعَ بصمة عارٍ على جبينك ما حييت . إذا أردت ان تكون ناشطاً أو حتى مؤثراً فكر جيدا بما سيترتب على ذلك ، ما الصورة التي سأخرج بها و ما المادة التي سأقوم بتقديمها و كيف سأكون بمنظور المتابع ،جاهل ، احمق أو ربما أسعى لزرع الفتنة ؟ في أعماق قلم كل منا صراعٌ داخلي تتغلبُ فيه المسؤولية الاخلاقية تجاه المجتمع والوطن على حبِّ الذّات عند أولئك الذين يتَّبعون قيم الفضيلة, أما بالنسبة للقلم الجاهل و المسموم فتتغلب عند هذه الفئة أهوائهم وغاياتهم الدنيئة و المبطنة .

    لا تهرف بما لا تعرف، ولا تفسر بما يتفق وغاياتك المبطنة عند حديثك و معجبيك , فغالباً هم فقط من الفضوليين المتابعين لصفحتك , تذكر بأن من أفتى بغير علم فقد كفر .

    ناشط , ناشطة ،مؤثر أو مؤثرة كنت من تكون ، فلتقل خيراً او فلتصمت ، اجعل من صفحتك مادةً تُحترم تحوي ما يُثري المجتمع و يساعد على تقدمه , انتقد بأسلوب راقٍ بناء و رجح كفة صلاح و تكاتف الامة على كفة الشهرة عديمة المحتوى , و قبل أن تنقد , انتقد نفسك أولاً.

    مسؤوليتنا نحن كمجتمع واع مثقف قادر على تمييز الصالح من الطالح ..عدم الالتفات لكل ما يُقال و يُنشر "قلة الرد رد" , وعدم اتاحة الفرصة لجهلاء الأمة بالظهور من بين ركام المتسلقين و أن لا نجعل ما يبتدعون من فتن مادة للنقاش ، و جعل هدفنا الاسمى على مواقع التواصل أن تكون وسيلة لنشر الفضيلة و درءِ الرذيلة , و أيضاً نبذ الأشخاص الذين لا يقفون في صف المجتمع و الوطن ، ان أمثال هؤلاء من محدودي الأُفُق وجَبَ علينا الحذر منهم وحظرهم #يقولوا شو ما بدهم .

    إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما .





    [30-09-2018 02:53 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع