الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    طائرة الرزاز خلف كرة المعشر المقذوفة وسط القبة
    الرزاز ، المعشر ، الطراونة - أحداث اليوم

    أحداث اليوم -

    محمود الشرعان - ربما كان نائب رئيس الوزراء رجائي المعشر يتابع التعليقات النيابية الساخنة، بعد تصريحه "الصادق" عن طلب صندوق النقد الدولي ضمان موافقة مجلس النواب على مسودة مشروع القانون المعدل لقانون ضريبة الدخل، أثناء مروره من الدوار السادس، بإتجاه الصويفية، ظهر الخميس، إلا أن ملامحه لا يمكن تفسيرها - كما يقال -.

    لقد صدق الرجل الثاني في الحكومة، كان قاصدا أن يصدق ويواجه النواب للمرة الأولى، كنا ننتظر ذلك التصريح من حكومة الرزاز التي تحاول التفكير خارج الصندوق، لكن ثمة معوقات أهمها قانون ضريبة الدخل ذاته.

    الطائِرةُ المعلقةُ بالسماء

    المعشر السائق الثاني في "الطائرة الخربانة" العالقة في السماء، يحاول برفقة السائق الأول رئيس الحكومة عمر الرزاز، إصلاحها ببطء، بحسب ما وصفه الأخير خلال جلسته مع حراكيِّ الرابع، الإصلاح المفترض أن يبدأ بالملف السياسي، حالت دونه ضغوط صندوق النقد الدولي، التي بلغت ذروتها.

    تشخيص عطل الطائرة واضح للجميع، والرزاز قد يكون أفضل من يحلل العطل ويملك الأدوات، إلا أنه بدا واضحا افتقاره للأهم من ذلك، ألا وهي "الولاية"، فهو بالتأكيد لا يملكها، ويخضع للكثير من الضغوط والتوجيهات، الطريق بحد ذاته "بطلع الروح" بحسب وصفه.

    عاصفةٌ وسط رقعة الشطرنج

    ما الحل؟، الرزاز يعرف الحل على الرغم من الإرث السابق العالق في كرسي الرئاسة وسط الدوار الرابع، إلا أنه مرتبك من أن يبدأ أو كيف يبدأ، إلا أنه بدأ اليوم فعلا، بدأ من تصريح المعشر أمام مجلس الملك (الاعيان)، وكأنه اراد أن يوصل رسالة لرؤساء الوزراء السابقين ولمجلس نواب ايضا

    رسالة الرزاز التي جاءت على لسان نائبه المعشر تقول: "ها نحن نواجه إرثكم السابق.. منذ الاقتراض الاول.. ها نحن ندفع ثمن البداية"، بالوقت ذاته ارادت الحكومة مواجهة النواب، بالقانون الأصعب - مرحليا -، وقذفت الكرة في عقر قبة البرلمان.

    الكرة ذاتها اصطدمت برئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، الذي لم يتأخر بالرد، بل أُستُغربَ رده وكأن المجلس الثامن عشر يمكنه إيقاف القانون، بحسب ما قاله أحد نواب المجلس ذاته لـ"أحداث اليوم"، إلا أن الاخير معني بالدفاع عن المجلس للمحافظة على رئاسته بالدورة العادية القادمة.

    الطراونة استهجن رسالة الحكومة التي ارتطمت به بقوة، إلا أن الرزاز قالها مسبقا "ليس لدينا خيارات مثالية، ونحن في وقت المكاشفة والمصارحة"، ما دعا رئيس المجلس للتأكيد بأن "النواب" لا يتلقَ تعليماتٍ أو إملاءات من النقد الدولي، ولن يراعي في الاعتبار سوى المصلحة الوطنية العليا عند وصول تعديلات قانون الضريبة إليه.

    كساق البامبو يقفُ وحيدًا

    بالمحصلة، الحكومة والمجلس والشعب في وعاء واحد، جميعنا نواجه صندوق النقد الدولي، الذي يريد تمرير قانون الضريبة، حتى وإن كان ذلك لا يرضي النواب. "فلقد تورطنا!" ووجب تعديل مسار "الطائرة" وإصلاحها من خلال ضريبة الدخل، هذه الخطوات التي رسمها لنا صندوق النقد لتحط الطائرة بسلام، أو رُبما هذا ما تحاول الحكومة رسمه، ثم البداية من جديد. وبالتأكيد دون صخب سياسي بالشارع، كما ترغب به الحكومة.

    "دون صخب سياسي"، هنا المعضلة الأهم، تجربة الرابع لن تتكرر بحسب المعطيات الحالية، فقد أجلت قوىً سياسية وحزبية وشعبية، فعالية كانت مقررة في موعد اليوم 100 من عمر حكومة الرزاز، دون سابق انذار، ولا حتى يمكننا السؤال لماذا؟.

    طائرة بعجلةٍ واحدة

    ثمة ارادة وادارة سياسية، بعدم عودة الاحتجاجات إلى الشارع، فوصفها اليوم أشبه بـ "عبث سياسي" لا أكثر، الاحزاب والقوى السياسية ومعهما الشباب، يريدون المواجهة. لكن مواجهة من؟ الحكومة أم النواب؟ بالأصل نحن على ذات "الطائرة"، كما شخصها رئيس الحكومة، ولا يمكن لأحد أن يواجه أحد، في الوقت الراهن.

    بالتالي وبحسب المعطيات السابقة، فإن الحوارات الحكومية في المحافظات، كانت بمثابة "مكبر صوت" لإيصال الرسالة لصندوق النقد، والأهم من ذلك، أن الحكومة أرادت أن تواجه المواطنين، للتنفيس عن الحالة المتراكمة من سنوات، وعبر الحكومات السابقة.

    لكل نهاية بداية، ربما تفاجأنا حركات شعبية غير متوقعة حاليا، لكنها ستكون محدودة وفي محافظات لها تجارب طويلة في مواجهة قرارات الحكومة، وبصورة بسيطة، وهذا يعتبر تكهن مبكر قد لا يمت للواقع المستقبلي بصلة.





    [20-09-2018 08:56 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع