الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    لله حقيبة مدرسيّة

    لم يمرّ عليّ سنة دراسية أجد أشخاصاً يسألونك عن (شنطة) مدرسة قديمة كما هذه السنة..كثيرون ممّن حولي وممن أعرفهم فعلوها..كثيرون استسلموا لقدرهم وبانتظار الفرج..كثيرون الآن يعانون الأمرين مع أبنائهم فالأبناء (طلعوا أو نزلوا) لن يدركوا فقه الواقع ولن يعرفوا أن أهلهم ضاقت عليهم الأرض بما رحبت..!

    كنتُ حدثتكم الأسبوع الماضي عن (فتوح المدارس) وعن أمنيتي بتأجيله..وكنتُ أعلم أن الأمر لا يعدو كونه أمنية غير قابلة للتحقيق..ولكنّ الواقع يبقى هو الواقع و الألم هو الألم ..والذين يظلّون ينصحونني بالتخفيف من التذمر والشكوى لا يعلمون أن التذمر هو حالة احتجاج وأن الشكوى هي حالة تذكير لما وصلت إليه الأمور..!

    حينما يصبح كلّ ما حولك (نار وسعار) ..وتصبح (شحدة الشنطة المدرسية) حالة عامة..فإن نذيراً يلوح بالأفق..! حينما تصبح المدرسة رمز العلم والتنوير همّاً مجتمعيّاً فاقرأ على طلابنا السلام..! حينما تتجلّى الصورة ويضيع المجتمع في تفاصيل الحاجة والعوز والبحث عن (السترة) فقط فاعلمْ (يحفظك الله) أن المجتمع هذا أصبح عشوائياً حتى وإن سكن الاسمنت وإن وقف على الإشارة الضوئية لأنه يخبّئ في تفاصيله تمرداً قسريّاً سيظهر على شكل عنف لأتفه الأسباب و على شكل عصبيّة متصاعدة ؛ وسيصبح ذات يوم قريب قنابل لا تعرف أين ومتى تنفجر..!

    أقولها لكم وأنا الخائف على الوطن كخوفه على أولاده..أقولها وأنا الراجف من كلّ شيء: إذا صار المجتمع حال لسانه يقول : لله حقيبة مدرسية فإن لا خير في مدارسنا ولا جامعاتنا..لأنّ أوّل شروط الذهاب للمدرسة هو أن تذهب إليها وعقلك سليم خالٍ من ألم الشحدة وأنك تلهث كي تأكل فقط وليس كي تتعلم..!

    أيُّ جيل قادم إلينا يبدأ حياته العلميّة بشحدة..؟ هل تدركون ما تفعلون بنا..؟!!





    [03-09-2018 10:21 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع