الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    ملك لا يحب المجاملات

    " وانا يا اخوان اللي في قلبي على راس لساني " كانت تلك جملة معترضة لجلالة الملك عبدالله الثاني في سياق حديثه الصريح عن هموم الأردن والأردنيين ، جملة تلخص شخصية ملك عفوي لا يحب المجاملات ، لان العمل والانجاز هما التعبير الحقيقي عن الولاء والانتماء .

    في لقاء جلالته مع الصحافة الالكترونية ، والذي تشرفت بحضوره يوم الأحد ، كانت التوجيهات الملكية في تشجيع الصحافة بمواصلة دورها في الكشف عن قضايا الفساد ، واضحة ومباشرة ، لكن الملك اتبع مساندته لنا بالقول " قدموا الأدلة والبراهين ولا تظلموا أحدا فاغتيال الشخصيات أمر غير مقبول " .
    وفق رؤية الملك ، فان انشغال الأردنيين بالحديث عن ملفات الفساد ، يستدعي حوارا وطنيا هادئا ، يعرّف هذه الآفة ، ويفكك أسبابها ويطرح الحلول لمعالجتها ، بعيدا عن المبالغات وتصفية الحسابات وكيل الاتهامات لأسباب شخصية .

    يتغير مجرى الحديث مع جلالته ، من ملف محاربة الفساد إلى التصدي للإشاعات المحلية والإقليمية ، وتأثيرها المفترض على الدولة ، وهنا يرفع الملك رأسه إلى الأعلى ويبتسم بثقة ويقول " ما في شي نخاف منه أو بنخبيه " ، ثم يوجه الحديث إلى مدير مكتبه منار الدباس ومدير إعلامه غيث الطراونة ويطلب منهما التصدي للأنباء المغلوطة ، بمكاشفة الأردنيين بالحقائق أولا بأول ، واستمرار عقد اللقاءات مع الصحافة والإعلام .

    يتعمق النقاش مع جلالته بالحديث عن مكافحة الإرهاب ، وعندها يجمع كفيه ويشدهما بقوة ، فيترحم على شهداء السلط والفحيص ، ثم يؤكد ثقته المطلقة بالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية ، ويشيد بالسرعة القياسية في الكشف عن خلية السلط بعد ساعات قليلة من اعتداء الفحيص ، ويقارن أداءنا الأمني مع دول أخرى تواجه الإرهاب والفوضى ، ويلفت الانتباه إلى كفاءة وحرفية رجال المخابرات والأمن العام والدرك ، التي تستدعي المزيد من الدعم والمساندة لدحر التطرف .

    لا يفضل الملك الاستنتاجات السريعة او الأحكام المسبقة ، ولذلك فانه وعند وضع ملف أداء حكومة الدكتور عمر الرزاز على طاولة البحث طلب من الجميع " ان يأخذ الرزاز فرصته كاملة " ، مجددا التأكيد على ضرورة التواصل الميداني مع الأردنيين ، ووضع حلول عملية لمشاكلهم .

    جدد جلالته أمامنا ما قاله في لقاء سابق مع زملاء صحفيين وإعلاميين عن شعوره بالسعادة لفتح قضية الدخان داخل مجلس النواب ، في إشارة واضحة للرغبة الملكية بتذكير أعضاء المجلس بدورهم الرقابي المطلوب تفعيله في اطار الدستور .

    يسترسل الملك ويتحدث عن قضية العرب الأولى ، فيستغرب من الإشاعات المتداولة حول تسوية القضية على حساب الاردن ويؤكد بوضوح وتصميم " مستقبلنا ومصالحنا فوق اي اعتبار ، وثوابتنا تجاه فلسطين والقدس لم ولن تتغير " .

    من يجلس مع الملك ، يلاحظ اهتمامه البالغ بأدق التفاصيل ، فهو يسأل عن كل صغيرة وكبيرة ، يطلب اقتراحات واستشارات ،يعطي التعليمات ويحرص بنفسه على متابعة تدوينها وتنفيذها من قبل المسؤولين المكلفين ، لا يفضل الاستماع الى وجهة نظر واحدة ، يعتز بعسكريته التي صقلت صفاته القيادية ، عقله المنظم لا ينشغل فقط بالمجريات اليومية ، بل يفكر بالتحديات والمستقبل ، عملي وحازم ، لكنه أيضا انساني متسامح .





    [20-08-2018 02:32 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع