الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    عبيدات يكتب: القليل من الأخلاق يا مهرجان الفحيص
    السلط

    أحداث اليوم - علي عبيدات يكتب: مات شاب أردني في وطن نعتبره غرفتان وصالة، بيتنا الصغير خسر أحد أبنائه. هذا نبأ يكسر قلوب الأمهات الأردنيات من العقبة حتى عقربا، خبر حزين يجعل الأردن في حالة من "هبت هبوب الشمالي بردها شيني"، حزن جارف يصيب الأردن كلها وفي عاداتنا المحترمة طرق كثيرة للتعامل مع الفاجعة.

    لا أحب الشعارات الرنانة، سيقول أحدهم :"لنحارب الموت بالموسيقى". هذا سرد تافه ياتي في سياق رواية تافهة لباولو كويلو او واسيني الأعرج أو حتى زاهي وهبى أو احلام مستغانمي والكثير من التافهين.

    كنا في طفولتي نتعامل مع الموت بقداسة واحترام. إذا مات أحدهم وكنا نغسل السجاد واللحف نجمع هذا كله مبلولا ونؤجل نشره حتى الليل، إذا كان أحدهم يدهن بيته يؤجل الدهان لبعد العزاء، إذا كان العرس في منتصفه نعطل العرس ويدخل العروسان "على السكيت".

    كانت نساء الحي تقول: "بكفي لعب ..روحوا على دوركم لانه عزرائيل بعده بالحارة"، قالت لنا هذا الحاجة حياة يوم ماتت زوجة ناصر الخليل. التلفاز مغلق حتى انتهاء العزاء، ولتنبيه الأولاد وتذكيرهم بحزن الحي كنا نضع سجادة الصلاة على التلفاز. الحزن كبير ويريد حقه.

    كل امرأة تذهب إلى العزاء تأخذ معها "بشكيرها" لتبكي كما تحب، تأخذ المرأة قهوتها المرة المطحونة بكيس ورقي والرجال لا يتعطرون او يلبسون الفواقع. للعزاء كرامته. للموت كرامته. للحزن مهابته. نحن قوم مناقيص والعوض بسلامتنا.

    القليل من الأخلاق يا مهرجان الفحيص الرديء -اصلا- في سنواتك الأخيرة.





    [11-08-2018 08:30 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع