الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    سروال قيس بن عبادة .. درسٌ في الكرامة

    الدكتور محمد علي العكور
    حريّ بِنَا أن نجعل كثيرا من مواقف تأريخنا العظيم مناهج تعليمية وتربوية ، فقد وصلنا إلى الحضيض بفضل تبعيتنا لذابحينا ، وتحكّم الرويبضات في مفاصل حياتنا....لقد غيّبوا عن عيون أجيالنا كل مكرمة ، وزرعوا فيهم كل نقائص الرذيلة تحت غطاء التنوير والتطوير والانفتاح، فكانت العاقبة أن صرنا عند سنابك خيول أعدائنا مرتزقة ، مجرورين في وحل ذلنا ، ونقع صولاتها ...
    ورحم الله الشاعر حين قال:
    اسألوا التأريخ إذ فيه العِبَر....
    ضلّ قومٌ ليس يدرون الخبر....
    فهل تعرف جامعة الدول العربية سروال قيس بن عبادة .. أم أنها ما زالت حبيسة سروال ايفانكا ترمب...

    ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في تاريخه :
    أن قيصر ملك الروم أرسل إلى معاوية - رضي الله عنه - بأطول رجل عندهم وتحدى أن يكون في المسلمين مثله
    فأرسل معاوية إلى ( قيس بن عبادة )- رضي الله عنهما - [وكان يعد من دهاة العرب وكان إذا ركب على الفرس خطت رجلاه الأرض من طوله]
    فقال له :
    ( قف بجانب الروميّ،
    فقال: لا والله ولا كرامه ، ولكن هذه سراويلي قيسوها به، فلما قاسوها بلغت إلى أنف الروميّ !
    فضحك الصحابة والناس )
    فقالوا لقيس :
    لماذا خلعتها خلف الستار ولم تأت بها من البيت ؟

    فقال متمثلاً :
    أردت بها كي يعلم الناس أنها
    سراويل قيس والوفود شهود

    وأن لا يقولوا غاب قيس وهذه
    سراويل عادٍ أو ما خلفته ثمود

    وإني من الحي اليماني سيدا
    وما الناس إلا سيداً ومسود

    فكدهم بمثلي إن مثلي عليهم
    شديد وخلقي في الرجال مديد...





    [09-08-2018 11:26 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع