الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    المنابت والأصول

    الساحة الاردنية متفردة في استخدام اصطلاحات ومسميات لا تجد لها مثيلا في العالم كافة . ما يثير الاستغراب مصطلح او مسمى (المنابت والأصول )، وما يدهش اننا نستخدمها لزيادة اللحمة الوطنية بين الاردنيين وتغزيز انتمائهم وولائهم الوطني، كما انها تستخدم للدلالة على تساوي الاردنيين امام القانون والفرص ...مع ان مجرد استخدامها هو دلالة على وجود تصدع في المجتمع الاردني ,وتقسيمه الى فئات , بل انها تدل دلالة اكيدة على وجود شرخ ان لم يكن شروخا في هذا المجتمع...كيف لا وهي ترسخ وتؤكد على ان المجتمع مكون من عدة فئات , منقسم على نفسه , متعصب لمنبته الأصل ...ونذكر تذكيرا هشا وعلى استحياء بالانتماء للوطن من خلال هذه التسمية.

    لأن مجرد الاشارة اليها هو تأكيد على انقسام المجتمع.

    من التعارف عليه في كافة دول العالم ان الجنسية تكتسب اما بالولادة او بالتجنس , لكن بمجرد حصول الانسان على الجنسية واكتسابه لها يعتبر مواطنا كامل المواطنة حيث لا يلتفت احدا الى آلية اكتسابه وحمله للجنسية ...بل يكون المنطلق الوحيد لممارسة حق المواطنة هو أن على كل مواطن واجبات تجاه وطنه , كما ان له حقوقا اكتسبها وله ان يتمتع بها . وتزداد مواطنته ترسخا وفق هذين المععطيين ( الواجبات والحقوق )واحترامه للانظمة والقوانين والتشريعات والانتماء لوطنه والالتزام بدستوره وما يكسبه من حقوق وما يملي عليه من واجبات .

    وبما ان الانتماء يقاس بالعطاء فليلتفت كل واحد منا حوله ويتفحص درجة الانتماء , فاذا التزم الحياد سيجد كثيرا ممن اكتسبوا المواطنة بالتجنس اكثر انتماءا وعطاءا من بعض ممن اكتسبوها بالولادة ...وهنا أؤكد انه ليس نوع اكتساب المواطنة هو مقياس الولاء والانتماء والعطاء وانما خلق المواطن وقيمه ومدى التزامه بها وتطبيقه لها اضافة على قدرته واستعداده للعطاء , فاذا كان هناك عقوقا بالوطن سيكون موجودا لدى الفئتين وليس محصورا بفئة معينة , فالعقوق او العطاء خلق والتزام بقيم ...فاذا كنا نلحظ انتشار عقوق الوالدين ... فهل من يكون عاقا بوالديه يمكن ان يكون معطاءا لوطنه !؟

    ما يفخر به كل اردني شريف صاحب قيم محب لوطنه مترفع عن التعصب الأعمى والسطحية المفرطة والجهوية والفئوية البغيضة ان جمال وتميز المجتمع الاردني يكمن في تنوع فسيفسائه الجميل كحديقة برية ربانية في اجمل ايام الربيع .



    فليقل كل واحد منا انه أردني , نعم أردني فقط نعم فقط دون أية اضافات او توصيفات اختلط سمها في عسلها , فما ألذ وأشهى العسل وما أسوأ وابغض السّم ...ففي العسل حياة وفي السم موت وهلاك...واردننا الحبيب حيّ باق حيث تبقى الاوطان رغم تغير السكان وزوال الانسان .

    حماك الله يا أردن من العاقين من ابنائك وحفظك من الاستهدافات العدوانية الخارجية يا الله .





    [09-08-2018 09:10 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع