الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    مشهد اردني قاسياً

    فَشل المسؤولون في الحكومة و وكذلك الاعلام الرسمي فشلاً ذريعاً ولَم يقدموا خطاباً وطنياً ناضجاً بعيداً عن الجعجة والتطبيل لإقناع الناس وبث المعلومة الدقيقة وايصال الحقيقة والخبر الصادق والتحليل العلمي المدروس ولَم يشحذوا ألهمم ولَم يساعدوا في كبح جماح الشائعات التي تجتاح الوطن ولَم يفندوا مزاعم بعض الصهاينة الأعداء الذين اخترقوا فضاءنا التواصلي وصاروا يصولون ويجولون وبثوا سمومهم مستغلين الكشف عن جريمة فساد (الدخان) وحالة الذهول الشعبي التي رافقت حملات اقتحام المصانع والمزارع الفاسدة والقبض على بعض المتهمين وفرار أكبرهم والتستر على الداعمين ، وصَدّقَ أكاذيبهم وافتراءاتهم مغفلون وساذجون كُثر سوقوا ادعاءآت الأعداء وتداولوها فيما بينهم وارسلوها لغيرهم ولف الغموض والضباب البلاد، وغاب مسؤولون سابقون كبار وإعلاميون ومتنفذون منافقون ومن كانوا يوصفون ظلماً بقادة الرأي والمتعطون من اصحاب الاقلام المدفوعة الثمن الذين يميلون حيث تميل الريح ولمن يدفع لهم اكثر ، غاب كل هؤلاء وغاب المنافقون كلهم عن المشهد وتواروا في الظلام وهم الجاحدون الفاسدون الذين استولوا على خيرات الاردن واستغلوا مواقعهم ونفوذهم وأكلوا الأخضر واليابس ، وتخاذلوا الآن والوطن يمر بأعتى وأقسى مراحل التآمر على وجوده وأمنه واستقراره ولا زالوا متخاذلين في الدفاع عن الاردن الوطن وعن قائده وثوابته المتجسدة باستقلاله وشرعيته ووحدة وكرامة شعبه وأرضه وقيادته الهاشمية ، والتأمر على دين الدولة ولغتها وقرار الوطن الحر المستقل ودستوره وقوانينه الناظمة لحياة مواطنية وسلطاته الدستورية وجيشه واجهزته الأمنية ومؤسساته .

    وفِي ظل تفشي الفساد وتراخي الإصلاح وهذا التشكيك الممنهج لهذا السبب والتردي والخنوع وحالة القلق المرسومة من الطامعين في الإقليم بتحييد الاردن وسلب دوره الشرعي في الوصاية علي المقدسات في القدس ودروه القومي في دعم قضايا الأمة وفِي مقدمتها القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينين في العودة وإقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس، ومن خطط الأعداء في الخارج والخوارج واذنابهم في الداخل ومن طبقة المتخمين والخانعين والخائفين والراجفين والمرتجفين والفاسدين وخدام السفارات وقوى الظلم والضلال والبغي والمستغلين وضعنا الاقتصادي الصعب،
    في ظل ذلك كله وتحسباً ومواجهةً للخطر الداهم فإنه لا بد من صحوة شعبية ونخوة أردنية أصيلة وحداءاً اردنياً مجلجلاً من أجل بقاء وطننا وطن الجميع، ودعم قيادتنا والوقوف خلفها وحفاظا على مستقبل ابنائنا لرد كيد الكائدين ومكر الماكرين ولتجسيد وحدة الشعب وثباته على مبادئه، فالشعب الاردني الواحد المتحد الصادق المخلص الامين القوي المتين كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً مع الجيش والأمن يداً بيد سيقف بالمرصاد لكل الأعداء ولن تلين له قناة ولن تخبو جذوته قوته وعزيمته.
    وبتوفيق الله والتوكل عليه سبحانه وتعالى وبصدق النوايا وقوة الإرادة وعزيمة الشباب وبالإصلاح الحقيقي الجذري الشامل، سيعبر الاردن المرحلة الصعبة بسلام كما عبر برداً وسلاماً غيرها مثلها او أشد منها قسوة ، وسيستمر الوطن عزيزاً مصاناً آمناً مطمئناً رغم انوفهم وجحودهم ، وسيضيف الاردنيون المخلصون الى منجزاته منجزات اخرى كثيرة وسيصنع الجميع قيادةً وشعباً وجيشاً واجهزةً أمنية الاردن الحديث القوي النظيف من الشر والظلم والفساد والإفساد والمستند الى وعلى عقيدة الأمة ودينها السمح وقيم الخير والعدل والمساواة .

    د.عساف الشوبكي





    [01-08-2018 12:11 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع