أحداث اليوم -

محمود الشرعان - يبدو أن زيارة رئيس بلدية الزرقاء، علي أبو السكر، لرئاسة الوزراء ولقاء رئيس الحكومة عمر الرزاز، بعد طلب من النائب بكتلة الإصلاح النيابية، نبيل الشيشاني، كانت "مرّة" كما القهوة التي شربها خلال اللقاء.

أبو السكر الذي ذهب للاجتماع باقوى جنوده من اعضاء البلدية ومدير مكتبه، وسط اخوانه من جماعة الإخوان المسلمين، النواب (نبيل الشيشاني، سعود أبو محفوظ، وحياة المسيمي)، كان يتوقع أن تكون القهوة "حلوة" أو "وسط"، على أقل تقدير.

بشاشة الرزاز لم تكن كافية، لحل ازمة البلدية التي يبلغ عمرها سنوات عجاف طوال. أبو السكر الذي توقع أن يتكلف رئيس الحكومة، بسد جزء بسيطاً من مديونية البلدية أو منحها منحة حكومية، إلا أنه توقعه باء بالفشل.

لاشك بأن البلدية وأبو السكر خاضوا معركة إعلامية للوصول إلى رئاسة الوزراء، بعد إ أن أغلق زير البلديات وليد المصري الباب اماهم لاكثر من مرة، وهو نفسه الذي لا يفضل العمل مع "إسلاميين"، بحسب مصادر قريبة من الوزير.

أبو السكر كان يتوقع حصول البلدية على جزء من قرض بقيمة 22 مليون دينار، دون فوائد، إلا أن الرزاز أوعز إلى الوزير المصري، بتسهيل إجراءات فقط، وهو ما لن يتم، بحكم المعركة الإعلامية التي شنت ضد الوزير.

رئيس البلدية توقع ايضا الحصول على موافقة فورية على عطاء خلطة اسفلتية بقيمة مليوني دينار، وهو الذي لم يتم، اي بمعنى كانت زيارة تعارفية لا أكثر، وكما يقال شعبيا " كأنك يا أبو زيد ما غزيت".

لا بل أكثر من ذلك، فقد انتهى اللقاء بعد مغادرة الرزاز بخلاف - غير مقبول - من وزير البلديات مع احد اعضاء المجلس البلدية، اثر رفع صوت الاول بوجه الوفد، ما اثار حفيظة الحضور.

بالمحصلة، لقاء الرزاز مع وفد البلدية، لم يأتي بالثمار المتوقعة، فازمة البلدية لاتزال قائمة وستبقى، فرئيس الحكومة لم يملك عصا سحرية لحل الازمة المتشابكة منذ سنوات، والمصري يسير "وفق القانون" لا بروح القانون، وهو ما تشدق به مرارا وكأن الازمة المتعاقبة لم يكن له يدري بها.

على اية حال، يبدو أن "قهوة الرزاز" كانت كالمرارة في فم أبو السكر، الذي لا يعلم أين يتجه، في ظل حصار مرضه قبل حصار البلدية ماديا، الأيام القادمة حبلى بالمناورات من جميع الاتجاهات؛ فلابد لنا من المشاهدة ثم الحكم.

[27-07-2018 12:43 PM]