الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الظلمات مهملة

    بقلم - حلآ الهياجنة

    نعيش ونحن لا نعلم متى يمكننا أن نسقط بحافة الموت ، فقدرنا المجهول يُحْكِم علينا دائما الخضوع لحياة لم نختر طريقها من البداية فتأبأ الاقدار أن لا نعرف كيف يكون الختام أيضاً... ولكن ما بات شبه مؤكدٍ لنا ذاك المكان المهمل الذي سندفن فيه.

    لم يعد هناك حرمة لموتانا ! كيف يستطيع الانسان أن يهمل مكانا ً سيزوره بين لحظة ٍ أو أخرى
    نرى الاهمال وعدم العناية واضحة بكل خطوة نسير بها هناك ؛ أوراق النفايات المبعثرة ، بقايا أقلام السجائر.. أغصان أشجارٍ أخذتها الرياح بقوة وألقتها لتكون حملاً ثقيلاً على "المقابر "أيضاً.
    ربما من الغريب من مكان ٍ وجدَّ ليذكرنا بنهاية كل منا وأن الحياة ليست دار الخلود بأن يكون مردَّ شاربي الخبائث ....!! فالكثير من الأصوات التي نسمعها فيها تكون لأشخاص ٍ فاقدي الوعي ممن يتمتعون بلذتهم الدنيوية هناك للآسف ..

    ربما عالم الأرواح المفقودة من الجسد يحتاج إلى نظرة اهتمام تلائم قدسية مواتنا وقدسيتنا نحن ،فلا أعتقد بأننا نرضى بأن يكون لمن غادرنا هكذا حال
    كحال ظل انفصل عن جسده ليكون شبيها بلا شيء ..!
    لنرتقي أكثر باعتنائنا فيها ونضع ألف اشارة استفهام حول الأسباب التي أودت بها إلى هنا .
    لابدَّ من أن تصل المسئولية ليتحملها كل واحد منا وتكثيف الصرخات لنجد حلاً منطقياً لتكريم من رحل منا في قبورهم ، ما ضير أن تتحول ظلماتهم لنور... أن يكون مكانهم أشبة بالجنة بورود ذات رائحة وألوان ..بأشجار خضراء تحيط بها من كل جانب؟ ...

    وقد يكون بعد مكانها الجغرافي سبباً قوياللإهمال ولكن إن لم نسارع بتغيير سوء الحال إلى الأفضل ستبقى "المقابر" مظلمة بظلام قبورها ، الأمر بسيط لا يتطلب سوى وعي ثقافي منا ومن البلديات المعنية بنظافتها ، ووجود رقابة أمنية للحد من صخابة المكان ليلاً .





    [23-07-2018 05:21 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع