الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    مصداقية القنوات الفضائية

    بقلم: رهف الزعبي

    تعني المصداقية درجة الثقة التي يوليها الأفراد للمعلومات الواردة إليهم عبر وسائل الإعلام وإداركهم بأن هذه المعلومات هي انعكاس حقيقي للأحداث التي يتم تقديمها،
    إضافة إلى ارتفاع منسوب الكذب والتضليل في المادة الإعلامية ، والأزمات العربية خير شاهد على ذلك.
    وقد شهدت التطورات المتلاحقة في مجال تكنولوجيا الاتصال الفضائي إلى توسع دور وسائل الإعلام بعد إذ كان مهمتها من مجرد نقل الأحداث والصراعات العالمية إلى المشاركة في هذه الأحداث من خلال خلق رأي عام مؤيد أو معارض للقضايا المطروحة للنقاش.
    وهنا يبرز دور وسائل الإعلام على المستوى الدولي ، حيث تستخدم الدول المختلفة هذه الفضائيات في الدعاية الخارجية لسياستها وشرح وجهة نظرها تجاه القضايا المختلفة.
    لكن مع تناقص مصداقية وسائل الاعلام خلال التسعينات من القرن الماضي من خلال استطلاع الرأي العام الذي أكد أن اعداد متزايدة من الجمهور أصبحوا لايصدقون الصحافة ولا يثقون في المعلومات التي يحصلون عليها من وسائل الاعلام .
    كما أن بعض وسائل الإعلام التي تم تأسيسها قد فقدت مصداقيتها، نتيجة لبث وضخ الأخبار الكاذبة، وارباك الشارع العربي بالمزيد من الفبركات الإعلامية .
    لذلك يجب العمل على زيادة الوعي حول القضايا الإعلامية في ظل التطورات الحالية التي تشهدها المنطقة العربية عموماً ومنطقة الخليج بشكل خاص، خاصة بعد ثورات الربيع العربي والحصار الذي تعرضت له قطر من قبل دول الجوار الذي اعتمد على ضخ الأكاذيب والافتراءات عبر وسائل الإعلام، كما عكفت هذه الدول على إنشاء حسابات وهمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لبث الفرقة بين الشعوب ونشر الأكاذيب، ومن هنا يجب على المواطن أن يمتلك المزيد من الوعي حتى يستطيع أن يفرق بين الأخبار الصادقة والمفبركة.
    كما سخّرت بعض الدول جيوشاً إعلامية كبيرة، سيّستها ضد قطر، وهذا ما فعلته دول الحصار، التي تسعى من خلالها إلى ضرب الوجه المشرق لقطر، وذلك بعد تصدي الشعب القطري بوعيه وفكره الناضج لهذه الهجمات والتمييز بين الحسابات الوهميه العاملة على بث الكره والفرقة بين أفراد الشعب القطري .
    ومن هذا المنطلق شددوا على ضرورة زيادة الوعي تجاه وسائل التواصل الاجتماعي وعدم الإصغاء لأي معلومة يمكن أن تؤدي إلى التضليل والمزيد من الفرقة في العالم العربي.
    في حال أننا نعيش في وقتنا الحالي حالة من التخبط الإعلامي الكبير، بحيث أن المصداقية باتت شبه مفقودة في وسائل الإعلام العربية، وأصبحت تتأثر بالكثير من العوامل منها السياسة التحريرية للفضائية وتوجهاتها .
    على الرغم من أن معظم وسائل الإعلام تتبع السياسة التحريرية لصالح مالكيها، إلا أنها تواجه صعوبة في كيفية التوافق بين هذه المصالح ومتطلبات الصدق .
    والإعلام العربي لا يعرف معنى الحياد لكنه يعتمد على تبني المواقف، وهو ما لا يعني الانحياز الكامل لقضية ما، وبين الحياد والانحياز مساحة يمكن معالجتها بالمهنية .

    فالإعلام العالمي والعربي بشكل خاص يعيش حالياً أزمة أخلاقية تتعلق بالصدق والمهنية، لكن ذلك قد تفسره حالة عدم الاستقرار التي تعم بعض الدول التي تعيش مخاض التحولات السياسية والصراع على السلطة، لذلك يجب العمل على التقليل من التضليل الإعلامي وأن تتمتع وسائل الإعلام بالأخلاقيات المهنية العالية حتى تكسب ثقة جمهورها من جديد بشكل أكبر .





    [22-07-2018 09:57 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع