الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    عفاريت عمر الرزاز

    عفاريت عمر الرزاز

    في مسلسل “عفاريت عدلي علاّم” للنجم الكوميدي عادل إمام، يدخل هذا الإنسان البسيط عالم الجنّ والعفاريت ،وعندما تتعمق علاقته فيهم يحاول ان يُسخّر هذه العلاقة لخدمة بلده مصر..
    ففي وقفة مع عفريت مخضرم يطلب “عدلي علاّم” من العفريت أن يحل مشاكل مصر الاقتصادية ، وبمجرّد سماع العفريت لهذا الطلب يفقد الجنّ الوعي ويدخل بغيبوبة.. وفي موقف طريف ثان..يقول عادل أمام لعفريت برتبة عالية في عالم الجن ..انه في مدينة مصرية واحدة يوجد ثّلث الآثار في العالم ومع ذلك قطاع السياحة متعثر والزوار يهربون الى دول أخرى ..نعمل إيه؟ فردّ عليه العفريت، ما تعملش حاجة..الحل تجيب وزير سياحة يفهم بالسياحة!.
    **
    في الأردن لسنا بحاجة الى عفاريت ولا إلى سحر أسود ولا إلى “أولياء صالحين” لتحل مشاكلنا التي تبدو للوهلة الأولى معقدة ومستحيلة ، لكنها في الواقع سهلة وبسيطة: أن حضرت الإرادة،تحلّ مشاكلنا ، إذا شبعت البطون من “الخبصة” القائمة وقرّروا لهذا البلد ان يعيش كريماً واقفاً على رجليه ويتركوه بحاله تحل مشاكلنا ، لسنا بحاجة الى جن اقتصادي ليخلّصنا من عبوديتنا لصندوق النقد الدولي ويرشد نفقاتنا ويضبط ايقاع التسريب “الملياري” الذي يتبخّر من الموازنات كما يتبخّر بترول هالة الزواتي..لا نريد عفريت سياسة بقدر ما نريد وزير يفهم بالسياسة يعيد لسياستنا الخارجية هيبتها وتوازنها ويعيدنا كما كنا في خانة “الرقم الصعب” في المنطقة لا صلح من غير الأردن ولا اتفاق ولا لقاء ، لا نريد عفريت مالي،وعفريت أوقاف ،وعفريت صحة، وعفريت اتصالات ،وعفريت طاقة وعفريت رياضة وشباب..نريد كفاءات حقيقية تأخذ مكانها عن جدارة واستحقاق ، لا عن صداقات ومحسوبيات وشللية ومحاصصة وكوتات “للأرجيلة”..تخيّلوا حتى الأرجيلة صار لها كوتا في تشكيل حكوماتنا..
    عمر الرزاز ليس بحاجة الى عفاريت خفية ليسعفوه في حمل العبء الثقيل ، هو يريد ان تحل “العفاريت” عنه فقط ليعرف دوزنة الحمل الثقيل عن ظهره، فحتى عفاريتنا “البلدية” تختلف عن عفاريت العالم ، هناك وجدت للمساعدة وهنا ، وظيفتها عرقلة العمل و”تغبيّش” الرؤية…
    ادارة أي حكومة او دولة لا تحتاج الى أكثر من الإرادة..من يملك الإرادة يملك التغيير، ويصبح النهوض سهلاً…إدارة الإرادة..وإرادة الإدارة..”باسوورد” نهضة الدول…لا التسكين ولا الفولترين..ولا الاسراف في “السين”..يصنع مستقبلاً.

    وغطيني يا كرمة العلي!





    [15-07-2018 09:44 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع