الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    زليخة والفقيد المفكر و المربي و السياسي د. اسحق الفرحان

    د. صالح النصيرات

    نشرت زليخة ابو ريشة مقالة عن الفقيد الغالي أستاذ الجيل والمفكر والسياسي الدكتور اسحق الفرحان رحمه الله، اشارت فيه إلى أن الفقيد رحمه الله "تولى مديرية المناهج وبدأ معركته في طرد التنوير والتفكير الحر، ثم تولى وزارة التربية وصنع منها معملا لتفقيس الكسل العقلي والبلادة الأخلاقية والانتهازية والشكلانية والاتكالية التي نرى خلاصتها في المؤسسة والشارع والبيت". وفد تولى مديرية المناهج يوم كان السيد حسن الكايد وبشير الصباغ والهنداوي وزراء التربية. ولم يكن منهم إسلامي. ويوم تولى الوزارة في الفترة من28/10/1970 حتى 27/5/ 1973

    كان قد جاء قبله 67 وزارة تسلمها معالي الاستاذ ذوقان الهنداوي تسع مرات وبعد الدكتور اسحق جاء بعده 34 وزارة تربية مر عليها بعده ثلاثة وزراء من التوجه الإسلامي وهم د. عبدالله العكايلة ود. محمد الذنيبات ود.عزت جرادات. أي أن الدكتور اسحق استطاع خلال ثلاث سنوات من عمر الوزارة الممتدة من عام 1921، ان يغيّر المجتمع الأردني إلى مجتمع ظلامي متخلف عقليا وفكريا وبليد أخلاقيا كما تزعم.

    هذه المرأة التي لا ترى شيئا من الإسلام والأخلاق الإسلامية التي عمت البلاد بفضل الله سبحانه وتعالى وسمتها "بلادة أخلاقية" ولاترى في عشرات الآلاف من العلماء والمهندسين والأطباء والمفكرين والشعراء والأدباء وأساتذة الفكر الذين ساهموا في بناء أنظمة تعليم في عدد من البلاد العربية، إلا أنهم من نتاج وزارة مهمتهما تفقيس "الكسل العقلي"؟

    كلنا ممن شهد وتعلم في الفترة التي كان فيها الفقيد الجليل وزيرا للتربية عرف ورأى كيف كان مجتمعنا الأردني وكيف كان التعلم أولوية قصوى، وكيف كان الأهل ينفقون على أولادهم كل مايستطيعون ليتعلموا في الوطن وخارجه. ثم ألسنا نترحم على ذلك الزمن الجميل الذي كانت الأخلاق في قمتها: احتراما للمعلم وتقديسا لمهنة التعليم، و توقيرا للكبير والجار والصديق. كان التكافل الاجتماعي والتراحم في أبهى صوره، وكانت الجريمة وانتشار المخدرات والفساد المالي والاجتماعي في أدنى درجاته. كان التنوير والتفكير والعمل الجاد سمة من سمات تلك الأيام، إلا إذا كان التنويرعند زليخة يعني الخروج على دين الله وقيم الإسلام، وتقاليد مجتمعنا الأردني.

    لقد جاء بعد الدكتور اسحق 34 وزيرا منهم ثلاثة إسلاميون فقط، على مدى مايقرب من نصف قرن، فماذا كانت النتيجة؟

    النتيجة نواها رأيناها في نتائج الاختبارات الثانوية رأيناها في مستوى خريجي الجامعات، ونراها اليوم في الشارع. نراها في الآلاف من الشباب الذين يقضون أوقاتهم على نواصي الشوارع وعلى الأرجيلة والمقاهي. نراها اليوم في البطالة والديون والغرق في الإحباط إلى درجة الانتحار. فهل هذه نتاج وزارة اسحق الفرحان أم العشرات من الوزراء بعده؟

    هذه الكاتبة تفتقد كل معاني الإنسانية وكل معاني الوطنية، عبر كلام لن ينال منا نحن تلاميذ اسحق الفرحان وإخوانه الكبار، ولن ينال من عزيمتنا في بناء وطن نعتز به ونحلم أن يكون دوما في مصاف الدول المتقدمة.

    فهل يتوقع منها الموضوعية والصدقية؟ هل نتوقع ممن وضعت قلمها في خدمة المشروع العلماني الذي يريد تقويض كل ما نؤمن به من عقيدة سمحة وأخلاق إسلامية راقية أن تعبّر بإنسانية عن الفقيد أو تقول الصدق عما حصل في مجتمعنا يوم أن استبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ هل تريد أن يكون الوطن "مكبا" لقمامات الغرب و"دمنة" أفكاره وسلوكياته التي يشكو منها عقلاء تلك البلاد ومفكريها ومربيها.

    هل نتوقع منها ومن غيرها ممن تعلموا في مدارس الأردن وجامعاته ومعاهده العلمية أن يكونوا مخلصين للوطن، وهم يروجون للخمور والفساد الأخلاقي والإلحاد تحت مسيمات "الفلسفة" و"العلمنة" "والتقدم"؟ .





    [08-07-2018 10:51 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع