الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    نظارة الرئيس!

    في بلادنا، إذا ما تولى أحدهم موقع المسؤولية ليس فقط لا نجرؤ على محاسبته بل حتى على سؤاله: شو عندك أولاد؟!
    في كندا فرضت هيئة الرقابة في البرلمان الكندي غرامة على رئيس الوزراء قدرها 100 دولار، وذلك بسبب عدم إعلانه في هيئة الضرائب عن نظارته الشمسية ومديونيتهم بالمناسبة صفر.
    بينما أعضاء مجلس النواب في الأردن لا يسألون الرئيس إلا متى فاضي حتى يعطيهم يوما، وعن الملوخية الناشفة، ولم يسجل لهم أن حاسبوا أو خالفوا أو فرضوا غرامة حتى على رئيس قروب واتس اب!
    في الأردن، إذا ما أصبح أحدهم رئيسا للوزراء لا تتم مخالفته ولو مخالفة سير، بينما إذا ما راجعنا إفصاحاتهم المالية سنجد أنهم يستحقون راتبا آخر من المعونة الوطنية.
    ذات مرة حاول عدد من الموظفين فرض ضريبة على أحد المسؤولين، طار كل الموظفين، ومعهم المراسل، ورئيس القسم، والمدير، ولولا أن تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام تهرب ذلك المسؤول من دفع الضريبة لربما لن يشفي غليله إلا إعدامهم.
    كندا فضحت رئيسها لأنه لم يفصح عن نظارة ثمنها 100 دولار، بينما أحدهم بمكالمة هاتفية استطاع أن يخفض ضريبة إحدى الشركات بمبالغ تجاوزت ملايين الدنانير، وبكل تأكيد لن يسأل عن فعلته بل سيسأل مستقبلا شو رأيك تستلم وزارة ولا رئيس مجلس إدارة؟!
    لو حاسبنا مسؤولينا على نظاراتهم، وقصورهم، وشاليهاتهم، وسياراتهم، وأرصدتهم، لكان الأردن وموازنته بألف خير ولما احتجنا حتى لرفع أسعار البلابيف.
    بعض المسؤولين لم يجلسوا على الكرسي سوى عدة أشهر، وبعد خروجهم من المنصب أفصحوا فقط عن معلوليتهم الجسيمة لزيادة روابتهم التقاعدية وليس عن أرصدتهم البنكية وهبشاتهم الذكية.
    إذا الدولة توفر لهم سيارة مع سائق خاص، وفي المكتب كوندشن مع مروحة خاصة، ومصعد خاص، وحمام خاص، وضيافة خاصة، ومراسل خاص، وكرسي هزاز خاص، وطاقم مكتب خاص، مع وجود كل تلك الامتيازات لا يحمل المسؤول بيده ولو ورقة، فمن أين يأتيهم الديسك وآلام الظهر حتى يحصلوا على معلولية، كما لو أنهم شاركوا بغزو التتار؟!
    من يقرأ التقارير الطبية للمسؤولين يعتقد أنهم خرجوا من معركة أو نجوا من زلزال، بينما الواقع يقول إن معظمهم لا يخرج حتى لصلاة العيد!
    الغريب أن بعضهم حين عاد الى الخدمة وقد كان حاصلا على معلولية جسيمة؛ أي أنه لا يستطيع أن يشقح بطيخة وليس أن يدير وزارة، قام وأوقف المعلولية مشكورا، فهل سمعتم عن أحد يستأذن من الديسك أو من ألم المفاصل ويقول له: عن إذنكم بس كم شهر لأنني أصبحت وزيرا!
    مرض ومعلولية وديسك ومفاصل بعض المسؤولين كلفت خزينة الدولة أكثر من تكلفة رائد فضاء، وكندا تحاسب رئيسها عن عدم الإفصاح عن نظارة شمسية!
    يا جماعة في مسؤولين بالبلد من ثرواتهم الطائلة شركاء في المجموعة الشمسية ولهم كواكب ولا يدفعون ما ترتب عليهم من ذمم حتى لسلطة المياه، وأنتم تجبرون الرئيس على دفع غرامة بدل نظارة شمسية!
    إذا بدنا ندفع مسؤولي البلد زيكم غرامة على النظارة والخدامة والسيارة، بنشتري نادي برشلونة، ورونالدو بحترف بذات راس!





    [04-07-2018 01:34 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع