الرئيسية أحداث البرلمان

شارك من خلال الواتس اب
    استعدادات نيابية لإستقبال "ألو" ومنح الثقة لحكومة الرزاز

    أحداث اليوم - لا يوجد وصفة جاهزة وفعالة تساعد رئيس الوزراء الأردني الجديد الدكتور عمر الرزاز في تجنب المطب الوشيك بعدما بدأت تنمو خلف ستارة كواليس القرار وفي وقت مبكر جداً وبصيغة التهامس المألوف نغمة "ثقة على الحافة".

    فهو يواجه مرحلة الثقة البرلمانية بخطاب لا ينتمي إلى المألوف والمعروف في ثقافة النواب حيث تمهيد مع مجلس النواب وكتله لصيغة البيان الوزاري وحديث عن الإصلاح الجذري والشامل مع اعضاء برلمانيين هم في غالبيتهم فرديون وشخصانيون وفي نسبة كبيرة منهم مستعدون لترسيم المواقف عبر "ألو" الشهيرة".

    في كل حال ما تتهامس به الأبواب الخلفية مبكرًا اليوم وقبل التاسع من شهر تموز حيث دورة استثنائية لأغراض ثقة البرلمان يتعلق برواج الفكرة التي تتحدث عن ان الرزاز كشخص وكتجربة ينبغي التعامل معهما على اساس "مجرد مرحلة انتقالية".

    هذا المنطق بدأ فعلاً يتم ترويجه خلف الكواليس وعلى أساس أن فكرة ولاية الرزاز والإيقاع الذي تطرحه حكومته كانا محصلة فقط لأحداث الدوار الرابع الشهيرة التي انتهت عملياً ثم نتيجة لضائقة اقتصادية تفككت نسبياً وعزلة إقليمية ودولية لم تعد قائمة بسبب تداعيات الدور فيما يسمى بصفقة القرن.

    ذلك تماماً المنطق الذي يقال اليوم في مواقع الثقل الأساسية التي بدأت تستعد لإعاقة التجربة على أساس ان حكومة الرزاز برمتها ليست أكثر من خطوة انتقالية وتطرح خطاباً لا ينتمي للواقع ولا تقبله مراكز القوى في الدولة بالنتيجة. وعلى أساس ان الحكومة تشكلت بعد ان سقطت أخرى شعبياً وفي لحظة انفلتت فيها الأمور وفقدت فيها الدولة بعض أدواتها المؤثرة وبالتالي يتم تكريس هذه الثقافة بهدوء اليوم انطلاقاً من التقاط الأنفاس وصعوبة تكريس تلك الرواية التي تتحدث عن ناشطين في التيار المدني من ابناء الطبقة الوسطى تمكنوا في ظرف معقد من خطف الكاميرا واللحظة والأضواء واضطرت الدولة للاسترخاء أمامهم فيما تتطلب الضرورة اليوم منع تكريس منطقهم الذي اسقط الكثير من القوى الكلاسيكية في اليمين واليسار. وقفز الرزاز للواجهة مستثمراً في هذا المناخ .

    داخل مجلس النواب وخارجه ثمة من يعد العدة للكمين التالي على أمل إعاقة الرزاز وبعد العودة الدافئة للأحضان الأمريكية وهضم فكرة الدور الجديد في معادلتي الجنوب السوري والقضية الفلسطينية.

    الكمين المشار إليه ثمة من يدعمه داخل طاقم الرزاز وحجم النافذين الذين أغضبهم الرجل من فريق التأزيم الاقتصادي برئاسة الملقي منشغلون بحكم قوانين الفيزياء السياسية بأي محاولة لإعاقة التجربة الجديدة.

    عبقرية رموز تلك النظرية تتحدث مبكراً عن ضرب عصفورين بحجر واحد لكي يفهم الرزاز وصحبه من الحراكيين والمدنيين والليبراليين بأن "جمعتهم السياسية مشمشية فقط".

    العصفور الأول

    العصفور الأول هو كبح جماح الحكومة ومشاريعها التي لا تنتمي للواقع برأي الحرس القديم والتيار المحافظ عبر تأطير برنامج الرزاز باعتباره مجرد مرحلة تكتيكية انتقالية.

    أما العصفور الثاني فهو ترميم ما تيسر من هيبة مجلس النواب واستعادتها بعدما قفزت الحكومة فعلياً وتيارها المدني على جثة البرلمان التي انهكتها مؤسسات الدولة قبل غيرها.

    الآلية المقترحة في هذا الكمين واضحة اليوم فالتهامس يتحدث عن الاسترسال بالتدخل في خيارات النواب عندما يبدأ استحقاق الثقة بعد اقل من اسبوعين.
    صعب جداً ترك الحكومة لمصيرها في جلسات الثقة والسيناريو المرسوم مسبقا هو حصول الرزاز على ثقة تمكنه من اكمال المشوار لكن تبقي على الحافة وضعيفة بحيث لا يعمل الرجل وطاقمه باسترخاء شديد في بناء مشروعات لها علاقة بعقد اجتماع جديد او حوار وطني مختلف وشامل يمكن ان يقصي كل مراكز الثقل الكلاسيكية في الإدارة والمجتمع.
    لا يبدو رئيس الوزراء الجديد الذي يقبله ويهضمه المجتمع الدولي المالي تحديدا صلبا بما يكفي حتى يتجاوز خبرات نصب الكمائن عبر البرلمان .
    لكن الخيارات ضيقة فكان قد اكد رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة على التشاركية مع الحكومة وعلى ضرورة الانتقال الفعلي والجدي بحكم تحديات اللحظة الراهنة إلى مستوى الشراكة المنتجة والعمل المؤسسي.
    مطبخ الحركة
    لا يريد الطراونة الغرق في التكهنات الآن لكن عميد كتلة الإصلاح البرلماني المحسوبة على التيار الإسلامي الدكتور عبد الله العكايلة يؤشر على تلك البداية الخاطئة وغير المنطقية للرزاز معتبراً ان مصير أي حكومة وشرعيتها لا تكتمل إلا عبر مجلس النواب ومنتقداً بروز حالة من الغرور السياسي عند الحكومة.

    قد لا يحتفظ عكايلة بتقديره لفترة اطول اذا ما نجح فريق الرزاز خلال مناورات الثقة في اصطياد بيضة قبان في التصويت هي بالضرورة كتلة الإصلاح لكن الثمن السياسي لكي يحصل الرزاز على ذلك لن يكون قليلاً وان كان حبل النجاة في حسابات الثقة المبكرة للحكومة مرتبطاً بالحبل السري سياسياً للعكايلة ومجموعته.

    ما يقوله في اللقاءات المغلقة رموز مطبخ الحركة الإسلامية مثل الشيخ زكي بني ارشيد والشيخ مراد العضايلة ولا يخالفهم العكايلة يقود إلى نفس استنتاج المخاوف من ان تكون الافكار الكبيرة التي يتحدث بها الرزاز ويطرحها مجرد وهم تكتيكي لأغراض الاحتواء فقط في ظل الازمة الاقتصادية.

    يسأل قادة الإخوان المسلمين وبعض فصحاء البرلمان انفسهم بصمت عن ما اذا كانت حكومة الرزاز مجرد خطوة جديدة متذاكية فيما يشهد أحد رموز الحكومة السابقة التي تم إسقاطها شعبياً بأن شكوكه تكبر في إمكانية الاسترسال في لعبة الاحتواء بعد الآن لأن المطلوب قرارات تقنع الأردنيين وترضي الشارع. ولان القوى التي تراقب المشهد وتضع الرزاز على اكتافها اليوم لا تنتمي لمدارس اليسار الكلاسيكي ولا اليميني المعروف.

    التقط ما هو جوهري في هذه المسألة مخضرم من وزن طاهر المصري فحذر الرزاز علناً من تجاهل أو خذلان الأصوات الشابة التي قفزت بحكومته كما حذره من كلاسيكيات إقامة حوار سياسي أو إصلاح عبر لجان تتشكل كما كان يحصل في الماضي او تنتهي بوثائق جديدة تضاف إلى متحف الغبار.

    السؤال هو وقبل أيام فقط من استحقاق الثقة البرلمانية: هل يستطيع الرزاز تجاوز المطب المبكر بعدما تم تفخيخ حكومته من الداخل… وكيف؟ بسام بدارين





    [28-06-2018 09:09 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع