الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الأردن بعد أحداث رمضان وإعاده ترتيب أوراقه الإقليمية

    القصة ليست بين الأردنيين وقيادتهم؛ لكنها مع اقليم كان بعضه يتمنى وربما حاول أن يكون ما جرى بوابة لعبور الأردن إلى نار الفوضى السياسية والأمنية

    كتب: سميح المعايطة

    لا يمكن للقيادة الأردنية أن تتجاوز سريعاً الأحداث التي مرّت بها البلاد خلال رمضان الماضي. فالأمر كان مفصليّاً وله أبعاد خطيرة، ليس فقط في بُعده الداخلي وغضب الأردنيين ورفضهم لسياسات اقتصاديّة أرهقتهم معيشياً بل أيضاً في الأبعاد الخارجيّة وتعامل الإقليم مع ما جرى.

    الجانب الذي يخصّ الناس ومواقفهم من السياسات الاقتصادية لقي تعاملاً إيجابياً وحكيماً من الملك لأنه يدرك حجم معاناة الأردنيين وحقهم في حياة كريمة، لكن الأبعاد الأخرى كانت تستحق وقفة كبيرة، وبخاصة تعامل الدول ونظرتها لما جرى، لا سيما تلك الدول التي كانت تتمنى وربما تعمل ان تذهب الأمور إلى حد الفوضى السياسيه والأمنية وان يدخل الأردن في دوامة لا يمكنه الخروج منها.

    واليوم وبعد أن تم تجاوز الأصعب فإن ما جرى سيدخل في تصنيف المنعطفات الخطرة التي مرّ بها الأردن خلال مسيرته، والخارطة واضحة أمام صانع القرار الأردني لكل ما جرى وبخاصة مواقف الأشقاء والأصدقاء، وهنا نتحدث عن المواقف الحقيقية وليست الحالات الإعلامية.

    ربما ليس تحليلاً بعيداً ان نتوقف عند زيارة نتنياهو إلى عمان هذا الاسبوع، زيارة جاءت بعد عام من التوتر في العلاقات بين الأردن وكيان الاحتلال منذ تموز الماضي نتيجة السياسات الصهيونية تجاه الأقصى وحادثة السفارة في عمان، لكن خلال هذا العام أيضاً كان الحديث من البعض عن تراجع الدور الإقليمي للأردن لأسباب تخص أدوار آخرين وتغير في سياسات عربية تجاه إسرائيل إضافة إلى كل ما قيل حول صفقه القرن التي لم تظهر معالمها حتى اليوم.

    زيارة نتنياهو إلى عمان وإن كانت جزءاً من التحضير لجهد أمريكي قادم إلا أن جانبها الأهم يخص المعادلة العربية الإسرائيلية في الإقليم.

    سوريا ملف آخر قد يكون الجديد فيه احتمالات تتزايد لإنجاز خطوات سياسية هذا العام وأهمها الدستور السوري الجديد الذي تجري في هذه المرحلة اجتماعات عديدة دولية لإنجازه. والملف السوري جزء من المراجعات التي ربما تكون في العقل الأردني خلال المرحلة القادمة.

    لن يذهب الأردن في استدارة نحو طهران لأن الملف الايراني العربي معقد لكن الأردن قد يوسع نصف القطر السياسي الذي يتحرك به إقليمياً وعربياً.

    ما جرى في رمضان من أحداث داخلية كانت أيضاً في بعض أبعادها الإقليمية. وكانت درساً صعباً ومهماً سيترك آثاراً بعضها منظور وآخر محسوس خلال المراحل القادمة، فالقصة ليست بين الأردنيين وقيادتهم؛ فهذا الجانب الأسهل لدى الطرفين لكنها مع اقليم كان بعضه يتمنى وربما حاول أن يكون ما جرى بوابة لعبور الأردن إلى نار الفوضى السياسية والأمنية. لكن حكمة ووعي الأردنيين وقيادتهم كانت أكبر، لكن الدروس والعبر كثيرة.





    [19-06-2018 10:33 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع