الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    شموع الاشتعال الذاتي

    ظلام الليل لا يستطيع على الإطلاق أن يطفئ نور شمعة، يستطيع ذلك في حالة واحدة ...أن يتحالف مع الريح، وما ينطبق على القوانين الفيزيائية والطبيعية، ينطبق على التعاملات البشرية تماما، ومع سبق إصرار وترصد.
    دور المثقف أن يساند منظمات المجتمع وقوى التغيير، في محاولة حماية الشمعة من سطوة الريح والظلام.... فالظلام يشعر بأن الشمعة تحرق جوفه وتهدد سلطته وهيمنته الكاملة على كل شيء، وبما أنه لا يستطيع إطفاء الشمعة وحده، فإنه عادة ما يستعين بالريح، والريح لها ثأر مشابه آخر مع الشمعة، لأنها تريد أن تسحب وتجر وتدمر كل شيء في طريقها، فكيف تقاومها هذه الشمعة العجفاء الحمقاء، التي لا تملك الا خيطا رفيعا وبضع قطرات من الدهن ....؟؟؟؟
    احيانا تنجح ثنائية الظلام والريح في الانتصار على المثقف وقوى المجتمع المدني، وتنجح بالتالي في اطفاء الشمعة، فيجيء دور المثقف في اعادة اشعالها ثانية من وهج القلب، بالمناسبة ..فإن المثقف هو الوحيد القادر على اشعال الشمعة مرة اخرى وأخرى، لأنه يحتفظ بجمرة الحياة في كف يده صابرا ومجاهدا الى أن تحين الفرصة.
    المشكلة حينما يتحالف المثقف -ايضا- مع الريح والليل ويكوّنان ثلاثيا غير مقدس يسعى الى اطفاء الشمعة ومد سلطات الليل في ارجاء الكون. وهذه حصلت وتحصل، اذ ليس كل مثقف مستوعبا لدوره التاريخي، إضافة الى أن المثقف هو انسان مجرد، ومجرد انسان يتعرض للضعوط والأهواء والترغيب والترهيب.
    لكن شمعة الحياة حينها تعيد اشعال نفسها ذاتيا، مثل شموع حفلات عيد الميلاد، إذ ان الحياة تحتفظ بجمرتها الاحتياطية في داخلها خوفا من خيانة المثقف المحتملة، وليس خوفا من الليل والريح معا.





    [27-05-2018 10:45 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع