الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    منخفض عابر سبيل

    احمد حسن الزعبي

    من المفارقات الغريبة العجيبة في بلدنا أننا دفعنا في عام 2016 حوالي 17 مليون دينار لمشروع الاستمطار على الطريقة التايلندية ولا نعرف وقتها هل نجحت الفكرة أم لا ،وكم «وقّف» سعر النقطة علينا آنذاك، و لو صرفنا الملايين «شلونة» هل تكون (هرّت) الامطار بعدد «الشلونة» ؟ المبلغ كبير جداً مقارنة بموازنة دائماً ما تشكو الفاقة ، فلو قسّمنا التكلفة على سعر متر الماء الذي تبيعنا إياه السلطة..لغرقت الدولة كلها بالماء المستمطر ولصرنا نتجول بين الحواري بالقوارب الخشبية والطوّافات وننتقل من مدينة إلى أخرى من خلال الطرّادات السريعة والعبّارات..لكن هذا لم يحدث!..

    منخفض عابر سبيل كمنخفض الأسبوع الماضي وفّر علينا 17 مليون دينار على الأقل على البارد المستريح،جاء هدية من السماء لنا جميعاً بعد قنوط وشكوى من ضعف الموسم المطري وانخفاض تخزين السدود،لكن الله أكرم من ألسنتنا،وأرحم من قلوبنا،فأنزل علينا المطر وقال :تصرّفوا ، ماذا فعلنا؟ هل استطعنا الاستفادة من كرم الكريم أم فقط وقفنا نتفرج على السيول وهدير الشوارع ونحن «نتوحوح» ونصور بهواتفنا الجريان؟!..

    المسؤولية لا تقع على وزارة المياه وإدارة السدود وحدها ، بضرورة إنشاء تجميعات مائية وسدود جديدة قدر الإمكان للاستخدامات الزراعية..البلديات هي الأخرى مطالبة بعمل سدود جديدة في مناطق حدودها لكل الاستخدامات؛ للري وللإنشاءات وللمصانع ولغيرها، شتوة كشتوة الخميس تكفينا سنة كاملة من الاحتياجات المائية ..المسألة غير مكلفة على الإطلاق ، دراسة جغرافية لاختيار مكان السد وتشغيل آليات البلدية والأشغال لعمل ذلك،وتستطيع ان تكتفي ذاتياً مدة طويلة ونوسع رقعة الغطاء الأخضر وتحيي الأرض وتزرع أشجارا مثمرة وحرجية في المحيط ، ونوفر مصادر الماء النظيفة للشرب فقط..نحن ثاني أفقر دولة في العالم مائياً ومع ذلك نتصّرف وكأننا «ميانمار» أو اندونيسيا..نتعامل مع فقرنا المائي كما نتعامل مع فقرنا المالي بكل برود ولا مبالاة..كل الأسباب تدعونا ان نقف على أرجلنا ونحن نصر الا أن «نتبطّح».

    صدقوني التجارة مع الله مربحة جداً، في حال صدقنا مع أنفسنا أولاً..لو أنشأنا سدّاً بدائياً في كل مدينة وقرية حتماً ستمتلئ بإذنه..»اللي بده يشتغل بشتغل»...نحن نريد أمطارا من السماء ، وملائكة تحفر السدود وتمد المواسير وتحط»الكتكت» عنّا أيضا..

    الرأي





    [29-04-2018 09:16 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع