الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    نقابة أم حزب سياسي !

    تقدم نقابة المعلمين الأردنيين نفسها كحزب سياسي وليست نقابة مهنية كما يفترض بها أن تكون.. هذا ما تقوله بياناتها المتلاحقة التي لا تخلو من ديباجات تستدعي نظريات المؤامرة وتسلب الجميع ما عداها صفة الوطنية والحرص على أمن الوطن.

    وها هو ذا نقيب المعلمين الأردنيين يدعو في بيان صحفي الى تحشيد جميع مؤسسات المجتمع المدني للوقوف مع النقابة ضد « مخططات تحاول استهداف أمن الوطن واستقراره» وقد علق إستقرار الأمن الوطني بشعرة هي بصمة دوام ودونها الكارثة !.

    تعتبر النقابة معركتها ضد نظام الخدمة المدنية الجديد مصيرية وقد ظننت للحظة أن هدف التحشيد البلاغي غزاة محتملين يريدون استباحة الأردن فمشروع نظام الخدمة المدنية شيطاني يستهدف أمن الوطن، ويحاول تقويض أركان الدولة الأردنية، وهو مؤامرة لن تسمح النقابة به لأنه مؤامرة على وطننا وقيادته وشعبه ، باعتبار أن المعلمين هم جيش الوطن الأول وبناة الأجيال والأوطان.

    قرأت هذا البيان واستغربت فقد كنت أتوقع أن تقدم النقابة استراتيجية خاصة بها تعترف فيها بتراجع مستوى التعليم هي وتسييسها سببا من أسبابه وتذكرت نتيجة مؤلمة لواقع التعليم التي خلصت الى أن 324 مدرسة حكومية لم ينجح منها أحد، وأن عشرات من الذين وصلوا إلى المرحلة الثانوية ما زالوا لا يجيدون القراءة والكتابة.

    مثل هذا الفشل الذريع لمهنة التعليم هو ما ينبغي أن تتصدى له نقابة يفترض بها أن تكون مهنية هدفها الطالب والمفروض أن تكون نقابة المعلمين هي الأسبق للاعتراف بالتقصير ومحاولة تدارك هذه النتيجة المؤلمة.

    بدلا من ذلك تقرر النقابة الإضراب وتدعو الحكومة للإحتكام الى مطالب الميدان !!.

    لماذا تحتج النقابة على حوسبة النظام الذي كان قائما للدوام وإثباته، وهو نفس السجل الورقي، الذي يوقع عليه المعلم،

    أنا في الحقيقة لا أرى سببا سوى أن بعض المعلمين غير متفرغين تماما لمهنة التعليم وهو ما يفسره كلام النقيب بإعتراضه على البصمة لأنها تقرر حبس المعلم في المدرسة الى ما بعد إنتهاء الحصص الدراسية التي يقوم بها !!.

    يفترض بنقابة المعلمين المهنية أن تكون في منآى عن الأغراض السياسية فعلى الأقل هذا ما تؤشر عليه اللغة التي تستخدمها في البيانات والتي لا تعني عشرات الآلاف من الطلبة في شيء ما دام التعليم في تراجع.

    على المعلمين أن يكونوا عند شـرف المهنة ويفترض بهم أن يوقفوا نقابتهم عن المزاودة السياسية فالمطالب المهنية لا تحتاج الى فوضى لتحقيقها ولا الى إبتزاز ومناكفة ويفترض بها أن تكون أحرص من الحكومة على التعليم.

    ليس مطلوبا من المعلم أن يحترق ليضيء فيكفي منه أن يكون مهنيا حريصا على الوفاء بأمانة المهنة في مدرسته لكن أيضا ليس من حقه أن يحرق المدرسة.الرأي

    qadmaniisam@yahoo.com





    [29-04-2018 08:47 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع