الرئيسية أحداث محلية

شارك من خلال الواتس اب
    الشوبكي : لا تشيطنوا التعليم

    أحداث اليوم -

    رصد - فرح غيث - نشر النائب السابق الدكتور عساف الشوبكي على صفحته الرسمية اليوم عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك منشور بعنوان "لا تشيطنوا التعليم" تحدث فيه عن اهمية المعلم ومكانته في المجتمع.

    وشدد الشوبكي ان مهنة التعليم هي مهنة الأنبياء و الرسل وأنه من خلالها تُبنى الأجيال على أسس سليمة و قواعد ثابتة ، وبها تقدمت الدول الحضارية من خلال احترام المعلم و اعطائه ركنا رئيسيا من أركان بنائها الحضاري وتقدمها.

    و أن مهنة التعليم لا تقارن بأي مهنة أخرى و لا يمكن إشراكها مع غيرها بقانون، و لا يجوز بأي حال التضييق على المعلمين في طبيعة عملهم و دوامهم.

    وتاليا ما نشر د. الشوبكي :-

    كل من يقف يعلم طلابه في قاعة تعليم وكان مؤمناً باهمية رسالته ومخلصاً لها فهو معلم ، سواء كان في التعليم العام ، في المدارس الحكومية او الخاصة او في المعاهد او المراكز ، واساتذة الجامعات وأتشرف أنني احدهم هم معلمون أيضاً.

    ومهنة التعليم مهنة سامية هي مهنة الأنبياء والرسل والصالحين، وهي المهنة التي تسمو بالعقول الى أرحب الآفاق، وتبني الأجيال على أُسس سليمة وقواعد ثابتة ومعايير صحيحة في التنشئة والتربية والتوجيه والتعليم، وتفتح الآفاق واسعة للحصول على المعرفة والعلم والدراية في مختلف المجالات والميادين وهي مهنة مواكبة التطور والبحث والوصول الى الحقائق.

    والدول التي تحترم نفسها وترتقي بحضارتها وتقدمها وتحافظ على كرامتها هي الدول التي وضعت الارتقاء بالتعليم نصب اهتمامها، وأسكنت المعلم في مكانه الصحيح ركناً اساسياً من أركان بنائها الحضاري وتقدمها العلمي والتكنولوجي ومنحته الاهتمام الذي يستحق وأعطته سبل الهيبة ، ومكنته من مهنته ، وبنت قدراته المهنية والتعليمية والتربوية، وجعلته في المقدمة، وفتحت أمامه الآفاق للتطوير والابداع والتميز بما ينعكس ابداعاً وتميزاً وتفوقاً على طلابه ويبني علاقة متينة مع المجتمعات المحلية.

    والدول التي تبني سياساتها التعليمية على أسس قوية واضحة المعالم من خلال التشريعات والقوانين والانظمة المتوازنة الناظمة للعمليات التعليمية والتربوية للنهوض بعناصر التعليم ، الطالب والمعلم والمنهاج والمدرسة والتجهيزات والبيئة التعليمية ، استطاعت النهوض في مختلف المجالات العلمية والتكنولوجية والصناعية والزراعية والتجارية، وازدادت صادراتها ونواتجها القومية وقوتها العسكرية، وبنت المشاريع العملاقة ونهضت بمجتمعاتها ووفرت فرص العمل لشبابها واستطاعت بناء المزيد من المدارس والمعاهد والجامعات ومراكز البحث العلمي المتطورة .

    مهنة المعلم في هذه الدول محترمةٌ ومقدرةٌ كما كانت عندنا في عقود سلفت ، وتهتم بها الدولة وتعني بها، وكان المعلم عندنا في مقدمة الصفوف اجتماعياً من حيث الاهتمام التقدير والاحترام .

    وهذه المهنة مهنة ( المعلم) تختلف عن اي مهنة او وظيفة اخرى ولا يجوز ان نقارنها بغيرها من الوظائف والمهن ومن غير الممكن اشراكها مع غيرها بقانون او نظام او تعليمات ، وكذلك لا يمكن إيجاد تشريعات جامدة بعيدة عن الواقع وتكيِّيفها وتطبيقها على كل الوظائف والمهن في الحكومة الا في فيما هو مشترك بينها لأن غالبية الوظائف تختلف فيما بينها في اداء عملها ، اذ لكل مهنة او وظيفة طبيعتها الخاصة وفنياتها وأدواتها ووسائلها المختلفة وجمهور المستفيدين ومتلقي الخدمات .

    مهنة المعلم كوظيفة مختلفة جذرياً عن الوظائف الأخرى التي لا أقلل من أهميتها، وعليه لا يجوز بأي حال من الأحوال التضييق على المعلمين في طبيعة عملهم و دوامهم وخلق فتن واستقرار خلافات مع ممثليهم تؤثر سلباً على العملية التعليمية والتعلمية في المملكة، ولا يعني ما أقول ان لا يلتزم المعلمون بعملهم، وان لا يقوموا بمهامهم على أحسن وجه ، او انهم غير ملتزمين ، بل على العكس تماماً، فهم قمة الالتزام وهم القدوة والنخبة وهم قادة الأجيال الى المستقبل الأفضل الذي ننشده لوطننا،

    ولذلك على الحكومة ان لا تشيطن المشهد التعليمي من خلال أذرع رعناء وأبواق إعلامية تابعة جاهلة تخلط الأوراق وتحاول تضليل الرأي العام، وتسيء لهذه الشريحة الكبيرة والمحترمة من المواطنين، والخاسرون الوطن ونحن وأبناؤنا ، ويجب علي الحكومة ان تعود الى الرشد والصواب والحكمة في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الا والوطن على حد سواء ، وان تدعم المعلمين بدل معاداتهم وان تنتهي عن التضييق عليهم وان تُنهي هذه المماحكات السلبية عديمة الفائدة والجدوى ، وتتوقف عن زج النواب التابعين لها الى واجهة الصدام مع المعلمين، وان توقف تغول وظلم ديوان الخدمة المدنية للمعلمين المبني على الجهل وعدم الدراية بهذه المهنة المقدسة ، وغير ذلك التعليم كله في خطر ، لان الحكومات المتعاقبة أهملت المدارس الحكومية وخاصة مدارس الذكور وجعلت المعلم والطالب في ذيل اهتمامها، لذلك وحسب وزير التربية والتعليم السابق هناك اكثر من130 الف طالب في الصفوف الاساسية الاولى لا يجيدون القراءة والكتابة وهذا الرقم في زيادة مستمرة ، اضافة الى ضعف مخرجات التعليم العام في مدارسنا بشكل عام ومدارس الأطراف بشكل خاص وتلك التي لم ينجح منها احد، وهذا الفشل تتحمله الحكومات المتعاقبة وسياساتها وخططها وبرامجها الفاشلة.

    والآن تدخل الحكومة الحالية بعد إخفاقها بإخراج الوطن من عنق الزجاجة في صراعات عبثية واستفزازية مكشوفة الأهداف مع المعلمين وتحاول الزج بمجلس النواب من خلال بعض النواب المتبنين دائماً لموقفها لحرف بوصلة اهتمام المواطنين عن فشلها في ادارة الوطن وحل مشكلاته، وأهمها الفقر الذي تفاقم والبطالة التي تضاعفت.






    [26-04-2018 04:01 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع