الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    سر غياب "الإخوان" عن الشارع ضد سياسات حكومة الملقي

    أحداث اليوم -

    فجأة ودون مقدمات، غابت جماعة الاخوان المسلمين عن الشارع الأردني عندما تحولت بوصلة المسيرات من الهتاف للقدس إلى الاحتجاج ضد سياسات الحكومة الاقتصادية الاخيرة.
    جماعة الاخوان التي انتفضت في الشارع ضد اعتراف الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لـ' الاحتلال'، ونقل سفارة بلاده إلى القدس، في حين غيابها عن مشهد الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل حكومة هاني الملقي، شكل علامة استفهام كبيرة لدى الاردنيين .
    'الحركة الاسلامية '، لم تشارك أو تدعو إلى مسيرة تطالب الحكومة بالتراجع عن قرار رفع الدعم عن الخبز، ما دعا الاردنيين الى التساؤل والغضب في آن واحدة، عن سر هذا الغياب.
    الى ذلك وبنفس الاطار يرد القيادي بالجماعة زكي بني ارشيد 'إن ردود الفعل على رفع الأسعار لا زالت في بداياتها، وربما كانت هذه هي الجولة الأولى' .
    ويبرر بني ارشيد 'غياب الجماعة' بسهولة استهداف الحراك الشعبي في الشارع تحت ذريعة استهداف الجماعة - غير المرخصة- حسب الموقف الرسمي، ما يعني نقل ميدان المدافعة من الاعتراض على رفع الأسعار إلى مسألة شرعية الحراك الشعبي الذي سيتهم بالاجندات الخارجية والأنانية الحزبية وركوب الموج وسوء تقدير مصالح الوطن إلى آخر تلك المعزوفات المملة .
    ويوضح القيادي في الحركة الاسلامية أن كتلة الإصلاح النيابية تقوم بدورها الدستوري وبالتعاون مع مجموعة من النواب، في الرقابة على الحكومة ومحاولة سحب الثقة منها، وهذا الدور يعزز ويتكامل مع دور حركة الاحتجاج في الشارع.
    من جهته، يقول الناطق باسم الجماعة معاذ الخوالدة إن الجماعة عبرت عن موقفها الرافض لسياسات الافقار، إلا أن اليوم الجماعة لها عدة اذرع في العمل السياسي'.
    ويضيف الخوالدة أن العمل السياسي بحاجة إلى تنويع بالادوات، والجماعة في فترة من الفترات استخدمت الاحتجاجات الشعبية، واليوم تستخدم وسيلة اخرى، وهي الضغط من خلال مجلس النواب، وحزب جبهة العمل الإسلامي.
    ويشير الناطق الرسمي باسم الجماعة، إلى أن الجماعة غير معنية بصبغ الاحتجاجات الشعبية الحالية، باللوان السياسي، بل معنية بأن تبقى تحركات شعبية، إلا أنها لن تتخلى عن دورها في الدفاع المواطن
    هل كان 'الغياب عن الشارع' قرارا من قيادة الجماعة؟
    بني أرشيد رفض الإجابة عن السؤال، فيما التف الخوالدة عن الإجابة الصريحة، إلا أن مصادر في مجلس شورى الجماعة تكشف أن عدم المشاركة في الاحتجاجات الشعبية على رفع الاسعار، كان قرارا، وافق عليه اغلبية اعضاء المجلس.
    التغيب أو الغياب، بحسب المصادر كان له مبرراته، ابرزها الضريبة التي دفعتها الجماعة وحدها سنوات الربيع العربي، فقد خلقت الدولة 'ادوات اخوانية' تتحكم فيها،على حد تعبيرها ، مشيرة إلى جمعية الجماعة بقيادة المراقب العام للجماعة (الأم) السابق عبد المجيد الذنيبات، إضافة إلى أن المقر العام للجماعة لغاية الأن مغلق.
    وتبين المصادر أن من ضمن المبررات أن العلاقة مع القصر وصلت إلى مرحلة القطيعة، وهذا الامر له تباعيته السلبية على الجماعة.
    وتوضح أن ثمة دور نيابي لنواب حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسي للجماعة، قد يكون أهم من الحضور في الشارع.
    مبررات المصادر توافقت بشكل مباشر مع حديث بني ارشيد والخوالدة، ما يفسر سبب تغيب الجماعة عن الشارع أنه بمثابة رسالة غزل إلى القصر، ومحاولة التقرب خطوة بسيطة.
    من جهته، يرى المحلل السياسي مروان شحادة أن فعالية الجماعة ضعفت بعد الانشقاقات والتصدعات الاخيرة التي اصابتها، وأصبحت جماعات، بحيث أنها لا تريد أن تتصدر مشهد المعارض وحدها.
    ويتابع شحادة أن 'الجماعة أصبحت تمارس العمل السياسي المعارض، من خلال منبرين، الأول كتلة الاصلاح النيابية، وحزب جبهة العمل الإسلامي، وهي معارضة سياسية لا تريد أن تكون 'كبش فداء'، وتتحمل تبعية المصادمة مع النظام السياسي في حالة ضعفها'.
    ويشير إلى أن الدولة الأردنية تستشعر بالقوة، فلا مجال للمناوراة في هذا الوقت، والاحتساب بطريقة خاطئة قد تؤدي بالجماعة إلى النهاية، معتبرا ان العلاقة لا تتعلق بجماعة الإخوان فقط، بل ايضا الاحزاب الكبيرة لم تكون مشاركة بفعالية.
    وينوه شحادة إلى أن موقف الجماعة من ملف القدس تماهى مع موقف الدولة الأردنية، لذلك سمحت وشجعت الجميع للنزول إلى الشارع.





    [22-02-2018 12:10 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع