الرئيسية أحداث محلية

شارك من خلال الواتس اب
    دعنا نخبرهم الحقيقة يا صلاح !!

    أحداث اليوم -

    دعنا نخبرهم الحقيقة يا صلاح !!
    بقلم : ناجي أبو لوز
    لم تكن شاشة التلفزيون الأردني في حلتها المعتادة حين بثت خبر موعد نشر نتائج امتحان شهادة دراسة الثانوية العامة "التوجيهي"، بصوت مذيعها الزميل صلاح العجلوني، بل كانت قد دخلت في تحديث جديد للصورة والمضمون وطاقم من فريق عمل جديد يضيف خبرته إلى التلفزيون الام في الوطن العربي، وينهل هذا الفريق أيضا من اسم التلفزيون الذي لطالما ارتبط اسمه بكافة وسائل الإعلام العربية، سيما أنه كان المورد الرئيس لنجوم الإعلام وما زال.
    إنك يا صلاح لم تخبرهم الحقيقة، فالحقيقة أنك أنت ويشبهك في الوسط الإعلامي العشرات العشرات من أصحاب الخبرة والتكنيك المهني الإعلامي سواء في التقديم أو التسجيل الصوتي أو التحرير وهلمّ جرة من فنون العمل الصحفي المرئي والمسموع والمكتوب. كلهم جميعهم يعيشون في بحر حقيقة مرة، مفادها أنك وهؤلاء لم تجدوا الفرصة لإظهار ما لديكم من مهارات، وعندما تأتي الفرصة للإفصاح عما لديكم، تأتي حينها الإحباطات.
    غلطة الشاطر بألف، ولكن الشاطر هذه المرة كان كبش الفداء لعشرات الصحفيين الذين أحسوا بالخوف ووضعوا أيديهم على قلوبهم، فالغلطة أودت بحياة صلاح المهنية إلى أمر سلبي، بينما في الجهة المقابلة فإن العشرات من الذي لا يجيدون حتى كتابة العربية بإملاء صحيح أو لا يجيدون الإعداد والتقديم إلخ... لم تكشف حقيقتهم.
    وهنا فقط وتحديدا يتضح السبب وراء ضعف المنتوج الإعلامي لدى كثير من مؤسساتنا الصحفية، سواء القطاع العام منها أو الخاص، ولذلك فإن صلاح قدم فائدة مقابل تضحية لكي تكشف الحقيقة، وإن تضامني معه لا يكفي، لذا فأنا اتضامن معه ومعي ومع العشرات ممن ذكرت.
    اتسائل قبل حكاية صلاح وازيد التساؤلات الآن، ألا يجلس مدراء القنوات الفضائية الأردنية والمذيعين في الراديوهات وكذلك زملائهم في الصحف ويستغربون ضعفا في المنتوج هنا وهناك؟!
    ألم يحن الوقت لكي يعلم الزملاء من اصحاب القرار في بعض المؤسسات، أن شعورهم السيء وطموحهم المفقود في أن يحصلوا على تقرير تلفزيوني متميز بالكتابة للصورة وابداع في الستاند كهذا التقارير التي تنتجها فضائيات عربية؟ ألا يعلمون أنهم حين يريدون أن يكون معهم زملاء مبدعين في الصوت والتقديم والحوار، وكذلك في إعداد الأفكار البرامجية، ناهيك عن البحث عن أقلام موهوبة مبدعة خلاقة تكتب بقلم ذهبي، يجب عليهم فتح الباب أمام المتميزين دون النظر إلى شكلهم أو من وراءهم، وبالمناسبة فإن التميز في الطاقم الإعلامي يخدم الوطن أكثر سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي او العالمي. كل هذه التساؤلات من فقدان الطموح والامنيات لمدراء البرامج والنشرات الإخبارية، يتمثل في أن العشرات من المقتولين بالواسطة والمحسوبية وتمشي على ظهورهم التعيينات لزملاء آخرين، هم من وضعوا هذه الامنية قيد التنفيذ في عيون العقلية الإعلامية التي تبحث وتبحث.. لن تجدوا أحدا من المبدعين إلا عندما تقومون بفتح الباب لكل صحفي أو إعلامي مبدع ومتميز ولديه الخبرة ولديه روح التفكير خارج الصندوق، ولا ينجح كل هذا إلا في حال قتلتم الواسطة والمحسوبية وأمهلتم الفرصة لزميل يخطئ ويزلّ بدون قصد وبدون أن يؤذي المضمون كما حصل مع الزميل صلاح.
    سمعت أن إدارة التلفزيون الأردني وبحلته الجديدة، يعمل على استقطاب المتميزين وفعلا حصل هذا وشاهدنا وجوها جديدة متميزة من الزملاء الرائعين وشاهدنا نقلة حقيقية منذ القمة العربية، فالشكر موصول والتحية المكللة بالورد، لكل زميلة وزميل أضاف ويضيف. لكن دعونا نثمن جهود زميل لديه الخبرة ما تكفي لأن تغفر له زلة غير مقصودة مثل صلاح العجلوني، ودعونا ننظر إلى علاج المشكلة بالتعامل مع حقيقة الأمر.
    وربما ولأن التلفزيون هذه المرة يأخذ الأمر على محمل التنافس والتطوير الذي يواكب العمل الإعلامي في العالم العربي، كان التعامل من الجمهور حادا، لأنه يراقب التلفزيون عن كثب في كل ما يقدم للشاشة، ونبقى فخورين بما يقدم لكن ليس كل الجمهور على دراية في الخبرة الاعلامية او بما يحصل خلف الكواليس من تعب وارهاق لفريق العمل.
    وشكرا للتلفزيون الذي أدهشنا بالتحديث الذي طرأ على شاشته بشكله ومضمونه وطاقم عمل جديد مميز يضيف خبرته إلى التلفزيون، الذي خرج وجوه وأسماء إعلامية لامعة.





    [21-02-2018 08:35 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع