الرئيسية أحداث دولية

شارك من خلال الواتس اب
    القطاع الخاص ينضم إلى جهود اعادة اعمار العراق

    أحداث اليوم -

    ينضم القطاع الخاص الثلاثاء إلى الورشة الضخمة لإعادة إعمار العراق بعد سنوات من الحروب خلفت فيه دمارا كبيرا، خلال مؤتمر دولي انطلق الاثنين في الكويت.

    وفي يومه الثاني، تتركز جهود "مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق" الذي يستمر ثلاثة أيام على جمع الالتزامات والتعهدات من المانحين والمستثمرين لإعادة بناء منازل ومدارس ومستشفيات العراق وبناه التحتية الاقتصادية التي دمرتها الحروب ولا سيما السنوات الثلاث الأخيرة من المعارك ضد داعش.

    وقال وزير التخطيط العراقي سلمان الجميلي الاثنين في اولى جلسات المؤتمر الذي يشارك فيه مئات المسؤولين السياسيين والمنظمات غير الحكومية ورجال الأعمال، ان العراق بحاجة الى 88,2 مليار دولار لاعادة الاعمار.

    وبحسب تقديرات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، فإن كلفة عمليات إعادة الإعمار للمناطق المتضررة قد تصل إلى مئة مليار دولار.

    ويعول العراق الذي شهد حروبا منذ الثمانينات، وحصارا منذ اجتياح الكويت عام 1990، على المانحين الدوليين وخصوصا القطاع الخاص، بانتظار أن تعلن الدول المشاركة قيمة مساهماتها المالية في اليوم الأخير من المؤتمر الأربعاء.

    وأوضح الجميلي لوكالة فرانس برس ان الاموال سيتم انفاقها بشكل رئيسي على البنى التحتية واعادة مئات آلاف النازحين الى مناطقهم.

    من جهته، قال مدير عام وزارة التخطيط قصي عبد الفتاح ان اعادة اعمار العراق تتطلب جمع 22 مليار دولار بشكل عاجل، و66 مليار دولار اخرى على المدى المتوسط.

    وأعلنت بغداد أنها "انتصرت" على داعش في كانون الأول/ديسمبر بعدما استعادت القوات العراقية، مدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، اجزاء واسعة من البلاد كانت المجموعة المتطرفة سيطرت عليها في منتصف العام 2014.

    لكن من المتوقع أن تكون ورشة إعادة إعمار ثاني بلدان منظمة أوبك للدول المصدرة للنفط، عملية طويلة وشاقة.

    وقال مصطفى الهيتي مدير "صندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة من العمليات الإرهابية" ان العراق بدأ "بعض الخطوات لإعادة الإعمار. لكن لم نستطع إنجاز أكثر من واحد بالمئة مما يحتاج اليه".

    وأضاف "نريد مساعدات واستثمارات لإعادة الخدمات والبنى التحتية"، مشيرا الى تضرر 138 ألف منزل ودمار أكثر من نصف هذا العدد جراء الحرب ضد داعش.

    لكن الفساد المستشري يعد أحد أكبر التحديات أمام بغداد في سعيها لجمع الاموال. وفي العام 2017، احتل العراق المرتبة 166 من بين 176 دولة على لائحة البلدان الاكثر فسادا التي تصدرها منظمة الشفافية الدولية.

    - عودة النازحين -

    وفيما عاد نحو 3,3 مليون نازح إلى ديارهم في ظروف صعبة، لا يزال هناك 2,6 مليون نازح يقيمون في مخيمات.

    واعتبرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في بيان أن "مؤتمر الكويت يوفر منبراً رئيسيا لإعادة التأكيد على أهمية العودة الطوعية والآمنة والمستدامة للنازحين العراقيين وكذلك لجمع الموارد لدعم جهود الحكومة في تحقيق هذا الهدف".

    وقال ممثل المفوضية في العراق برونو جيدو "يجب أن نتذكر أن عودة (النازحين) ليست مجرد العودة إلى المنازل وإنما العودة الى المجتمع. العودة المستدامة ليست فقط عودة المباني وإنما استعادة وإعادة بناء المجتمعات، وهذا جهد معقد حيث يغطي كل شيء، بدءا من إزالة مخاطر المتفجرات وإصلاح الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية واستعادة الخدمات الأساسية وتَيسير التماسك الاجتماعي".

    من جهتها، اعتبرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن "مؤتمر الكويت يوفر منبراً رئيسيا لإعادة التأكيد على أهمية العودة الطوعية والآمنة والمستدامة للنازحين العراقيين وكذلك لجمع الموارد لدعم جهود الحكومة في تحقيق هذا الهدف".

    وفي هذا السياق، دعت منظمة الامم المتحدة للطفولة وبرنامج الموئل التابع للمنظمة الاممية الى الاستثمار في البنية التحتية، وقالتا في بيان مشترك ان "واحدا من اربعة اطفال يعيشون في الفقر".

    أما منظمة الصحة العالمية، فدعت المجتمع الدولي الى "الاستثمار في قطاع الصحة المنهار" مشيرة إلى الدمار الذي لحق بأكثر من 14 مستشفى و170 منشأة صحية.

    ورأى ريحان ممثل البنك الدولي رجا أرشاد ان هناك حاجة لاستثمارات في شتى القطاعات مشيرا إلى حاجة قطاع الاسكان وحده الى 17,4 مليار دولار. وقال إن هناك حاجة لـ30 مليار دولار من أجل البنى التحتية في مجالات الطاقة والصناعة.

    بدورها، حذرت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) من أن "العراق خسر 40% من انتاجه الزراعي خلال الأربع سنوات الماضية التي سيطر فيها داعش على مساحات واسعة من الأراضي".

    وتخلل جلسات اليوم الاول التي خصصت للمنظمات غير الحكومية اعلان عدد من هذه المنظمات تعهدات لدعم الوضع الانساني في العراق بلغت قيمتها الاجمالية أكثر من 330 مليون دولار.

    واكبر التعهدات كان من اللجنة الدولية للصليب الاحمر بحجم 130 مليون دولار.

    كما تعهدت عدة منظمات كويتية غير حكومية بمبلغ قدره 122,5 ملايين فيما كانت بقية التعهدات من منظمات في تركيا والسعودية وقطر والعراق وبريطانيا.

    ويتزامن انعقاد المؤتمر في يومه الثاني مع اجتماع في الكويت لوزراء خارجية بلدان التحالف الدولي لمحاربة داعش، وبينهم وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ونظيره الفرنسي جان ايف لودريان.

    وقبل الانتقال إلى الكويت، زار لودريان بغداد الاثنين ليؤكد للمسؤولين العراقيين "دعم فرنسا" وبحث إعادة الاعمار وضمان استقرار البلاد بعد هزيمة داعش.

    وأفادت وكالة الانباء الكويتية الرسمية عن مشاركة 74 دولة ومنظمة في الاجتماع.





    [13-02-2018 11:30 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع