الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    قضية القضايا كلها !!

    آخر ما افرزه السجال العربي العقيم في السياسة وبالتحديد حول فلسطين، هو هل الأصح ان نقول القضية الفلسطينية ام قضية فلسطين؟ ومن تشغلهم هذه الصياغات موسميا يرتكبون اخطاء لا تحصى، سواء في دلالات المصطلحات او اللغة ذاتها، وحين تكون المجتمعات جادة في معالجة قضاياها لا تجد لديها من فائض الرفاهية والفراغ ما يكفي لمثل هذه السجالات؛ فالقضية في نهاية المطاف قضية، خصوصا اذا كانت مصيرية ومرتبطة بصراع تاريخي ووجودي.
    ان ما قدمه العرب المعاصرون لفلسطين وغيرها من القضايا القومية من الكلام يقاس بالاقدام المكعبة من الورق واحيانا بالاطنان لكن انهار الحبر تشربها الرمال في الطريق الى المصب!.
    اما اطرف المفارقات فهي في الهجاء الذي يمارسه العرب ضد انفسهم على مدار الساعة، ومن يلوم قومه ويعيّرهم بالصمت والتخلي يستثني نفسه لأسباب نجهلها؛ لأننا نفكر بمنهج الفرقة الناجية التي افرزت الفرد الناجي اما الاخرون فهم الى الجحيم !.
    ان التذرع باسباب لا تقنع طفلا من أجل تبرئة الذات اصبح مكشوفا وترشح منه رائحة لا يخطئها الانف، واذكر ان صديقا احتفظ والده بالصحف التي صدرت عام 1948، وحين قارن مانشيتاتها بما نشر في الخامس والسادس من حزيران عام 1967 لم يجد فرقا الا في تقنية الطباعة وما تطور من التكنولوجيا، كأن عقارب الساعة توقفت عند تلك الظهيرة السوداء، وهناك كاتب عربي صدر له كتاب عن اسباب نكبة 1948، اعاد نشره عام 1967 وقدم له بعبارة ذات مغزى هي طبعة ثانية غير منقّحة !!.
    ولا اظن ان من حق الذي اطلق ناقته او حماره في العراء وتوكل ولم يعقل ان يلوم احدا غير نفسه وغير لا مبالاته وجهله !.
    لقد انهى التاريخ صلاحية مفاهيم وحيل والعاب كانت ذات يوم كافية لتبرير الهزائم والفرار وسواء من فلسطين معرّبة او ممنوعة من الصرف، مبتدأ او خبرا، ظرف زمان او ظرف مكان فهي عاصمة القضايا كلها والمفتاح الذهبي الذي يفض كل هذه الاقفال!!





    [07-02-2018 02:22 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع