الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    تعليماتي لأولادي لكيفية التعامل مع الخبز

    ملاحظة قبل القراءة: كلمة (العادة) المكررة في المقال مقصودة تماماً وليست ركاكة في التعبير.
    اتصلت بالبيت كالعادة وسألتهم إذا كانوا يريدون أن أشتري خبزاً وأنا جاي كالعادة ..فكان الجواب كالعادة : جيب من باب الاحتياط ..بالعادة لا أغضب من هكذا جواب ولكن لا أعلم لماذا خرجتُ عن العادة وصرختُ : فش اشي اسمه من باب الاحتياط من اليوم وطالع ..ضاعت كل احتياطاتي ..فارتبكت (أم وطن) وقالت بصوت حاسم : خلص جيب ..آه بدنا خبز؛ ليش الكذب؟!.
    كالعادة تناولتُ كيس الخبز ..وكالعادة وقفتُ على الكاش ..وكالعادة ابتسم (محمود) في وجهي ..وكالعادة مازحته ..حتى قال لي :الكيس بأربعين قرش..طار المزح ..طارت العادة ..وتذكرت أن هذا أول يوم تسعيرة جديدة للخبز..حملتُ كيسي كأمّ تحمل طفلها ومضيتُ منرفزاً وأي حدّ يلمسني يتكهرب..!
    وصلتُ البيت ....ونشرتُ الصور على الفيس..تفاعل كبير من الناس..تهاني و تبريكات من آخرين ..حتى جاء موعد الغداء كالعادة..جلس أطفالي كالعادة..بدأوا يتعاملون مع الخبز بطريقتهم؛ يعني كالعادة ..صرخت بكل واحد منهم وهو يمسك الخبز : ولك احترم الرغيف من اليوم وطالع ..يلاّ يلاّ بوس الرغيف ..كانوا يبوسون وهم يكبتون سخريتهم مني ..
    اعتقد كانت أصعب جلسة طعام بيني وبين عائلتي..أعطيتهم تعليمات ..كل حركة منهم تجاه الخبز بملاحظة مني أو بأمر: ولك زغّر لقمتك..ولك ما توقعْ نتاتيف من الخبز..ولك امضغ الخبزة جيداً..ولك من اليوم وطالع يا ويلك إذا بتحط الخبزة هيك ..ولك ولك ولك ..!!
    تفاجأتُ على الفيس بأن أم وطن تضع تهديداً مباشراً لي؛ ويتفاعل معها الناس بين مؤيد ومعارض..قالت : ((تحذير الى ابو وطن كامل النصيرات
    ( اذا كل ما بدنا نقعد نوكل معك بدك تظل تعطينا تعليمات بخصوص الخبز ... وتوجهنا الى كيفية قسم الرغيف ... والمحافظة على النتتايف الباقية ... وعدم ترك باقي الرغيف من غير أكل ) راح نعمل اضراب عائلي ونقاطع الاكل معك ونصير نوكل براحتنا وانت مش موجود .... يعني مش معقول الحكومة تتخذ قرارات واحنا ندفع الثمن ... وياريت الثمن فلوس بس وكمان سمة بدن على الأكل ..





    [30-01-2018 01:25 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع