الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    خنادق فضائية !

    انها عينات مصغرة وكاريكاتورية لما سمي حرب الفضاء، فأسلحتها كلامية فقط الا في البرامج الحوارية التي يتراشق فيها الضيوف بأكواب الماء والاحذية وما تيسر على المائدة !
    ومن راهنوا قبل ربع قرن على ان يتحرر الاعلام الفضائي من جاذبية الاعلام الارضي فاجأهم الفضاء بما انتهى اليه من ارتهانات ايديولوجية ومالية وسياسية بحيث تنافس رجال مال واعمال على توظيف قنوات لخدمة مصالحها وما يطمحون اليه من مصاهرة بين المال والسلطة، ومن المألوف ان تختلف الشاشات سواء كانت ارضية او فضائية في اساليب الاداء وبعض المواقف ، لكن من غير المألوف ان تتحول الى خنادق متقابلة، وبامكان اي مراقب ان يختار فضائيتين عربيتين ليجد ان احداهما تقول بأن الشمس تشرق من الشمال والاخرى من الجنوب اما جهة الشرق فهي محذوفة من البوصلة !
    وبمرور الوقت وتكريس التوظيف السياسي والادلجة للفضائيات اصبح لكل واحدة زبائنها المتكررون والذين بمقدورالمشاهد ان يحزر ما سوف يقولون بعد الكلمة الاولى، وربما لهذا السبب تؤشر بعض الاحصاءات الراصدة للفضاء انحسار عدد مشاهدي البرامج الحوارية والتعبير عن ضجرهم من الصراخ وصراع الديكة الى قنوات ترفيهية .
    ان تحديث التقنية في اي مجال لا يعني بالضرورة تحديث الرؤى والمفاهيم، فالتكنولوجيا خدمت اسوأ ظواهر التخلف لدى من استوردوها ولم يخترعوها وعلى سبيل المثال خدمت النميمة والاستعداء والتلاسن بلا اية كوابح !
    وسبق لمنجزات تكنولوجية استوردها المستهلكون المحترفون ان ادت عكس وظائفها واهدافها ، فالهواتف استخدمت لاضاعة الوقت والانترنت للتنفيس عن فائض المكبوتات بدءا من الجسدي حتى الطائفي والسياسي ّ
    وهذه مناسبة لاستذكار حكاية طريفة عن رجل امي كان يرتدي الطربوش ويركب الحمار، طلبت منه امرأة امية ان يقرأ لها رسالة من ابنها فاعتذر وعندما قالت له خدعتني بالطربوش خلعه عن رأسه ووضعه على رأس الحمار !





    [27-01-2018 01:56 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع