الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    سعادة أبو بدر؟!

    كلنا نعرف شخصية ابو بدر المغلوب على امره في مسلسل باب الحارة، ففوزية من امامه ومعتز من خلفه. كل فرد من افراد الحارة كان يعمل بصنعة معينة ليلبي حاجات منزله، الا ابو بدر كان لا يعمل ومع ذلك كلما عاد الى المنزل ارسلته فوزية للحارة ليحضر لها الطلبات التي لا تنتهي، ولا ندري من اين له بالاموال خصوصا انه في ذلك الوقت لم يكن هناك بنوك توزع جوائز او يانصيب خيري لنقول ان ابوبدر مدكّن على جائزة، كم منّا من يتمنى الان في ظل الظروف المعيشية التي نعيش ان يكون ابوبدر، صحيح هو لا للصدة ولا للردة ولكنه يستطيع تلبية كل حاجات منزله، بينما شوارب اليوم تعجز عن شراء سحارة بندورة!
    كان الواضح للجميع بأنه محكوم لفوزية ولا يستطيع ان يتنفس امامها وهو قد استسلم مبكرا للقدر حتى لو قالت له فوزية: دب في البحر!
    العجيب انه كان لا يخجل من حكم فوزية، فاذا ارسلته لاحضار رأس ملفوف قال لابومرزق ارسلتني فوزية ويتباهى بذلك وكأنه مبعوث من الامم المتحدة وليس من فوزية، واذا كان هناك اجتماع لرجال الحارة كان لا يحضر الا اذا حصل على موافقة فوزية، حتى كاسة الشاي مع ابو فارس لم يكن يهنأ بها ويكملها خوفا من ان يتأخر بالعودة على فوزية.
    كان مثار سخرية الجميع ومع ذلك كان أسعدهم، فلا همّ دنيا ولا هم آخرة، واكبر مشروع بطولي في حياته هو ان قام بتوزيع العدس والجريشة على المنازل عندما تم سجن كل رجال الحارة، واطلق سراحه هو بالذات لانه لايستطيع ان يحرق راس ارجيلة حتى يشارك في حرق المحتل!
    كان لكل بطل من ابطال المسلسل دور مؤثر في احداث المسلسل، بعضهم يقاوم المحتل، وبعضهم دواسيس، والنساء في المنازل لصنع الكبة والكيد لبعضهن بعضا، الا أبو بدر كان لا يستخدم يده الا لتنقاية الكوسا، وكان داسوسا اليفا لفوزية يعلمها كل ما يجري في الحارة من احداث، ولم يحمل في حياته خنجرا على خصره كباقي رجال الحارة بل تجده دائما يعبط الخبزات من عند ابو بشير!
    هذا هو الدور الذي اراده مؤلف العمل لابو بدر، والبصمة الوحيدة في حياته النضالية توزيع الجريشات وقت حصار الحارة!
    بقينا نضحك على أبو بدر حتى أصبح المشهد واقعا بعد ان كان تمثيلا، فحكومتنا هي فوزية بكل ما تحمله الكلمة من معنى ودور مجلس النواب هو تماما مثل دور أبو بدر.
    ما قامت الحكومة برفعه يكفي لسد ثقب الاوزون وليس لسد عجز موازنة، ومجلس النواب يتفرج وهو الوحيد الذي كان يملك سلطة وقف تلك القرارات، وكأنه ارتضى لنفسه ان يكون دوره البطولي الوحيد هو توزيع الجريشات!
    سلسلة الرفعات كانت أكبر من سلسلة جبال الالب والهدف سد عجز الموازنة، ماذا ستفعلون!





    [18-01-2018 01:21 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع