الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    أعجب مديونية في التاريخ!

    حين عشنا في مراهقتنا التجربة الاولى لانتخابات المجلس القروي، اوشكنا ان نصدق بأن النزاعات العائلية في قرانا هي بمستوى السجالات الايديولوجية والسياسية في الكونغرس، وكان بعض الناس يلتقطون مفردات من المذياع الخشبي، وكان الإعلام يتداولها عن ادبيات الحرب الباردة وثقافتها!

    لكن ما ان كبرنا وبدأنا ندرك الفارق بين الغدير والبحر، حتى اعدنا النظر بتلك الثقافة وكان لا بد لذلك من السفر والقراءة واكتشاف مساحات جديدة من التجارب والمعارف!.

    بعض الناس على ما يبدو يتوقفون عن النمو في مرحلة ما، قد تكون اشبه بطور العذراء في تطور الفراشة؛ لهذا لا يرون من كل هذا الكوكب وقاراته غير المشاهد الاولى التي مكثت في الذاكرة، وهذا يحدث ايضا لشبه مثقف يلفّق كتابا ولا يؤلفه؛ بحيث يتصور انه رابع ثالوث الفلسفة الاغريقي سقراط وافلاطون وارسطو، لهذا نصح احد المثقفين الفرنسيين ـ وهو ايضا اكاديمي مرموق ـ تلامذته قائلا لهم بعد ان يصدر احدكم كتابه الاول، عليه ان يذهب على الفور الى مكتبة عامة ليكتشف انه مجرد قطرة في محيط او زهرة في غابة، وبالتالي يصحو من غيبوبة الانتشاء بأنه اول من كتب!

    نعرف ان النسبية تتحكم بحياتنا ومعاييرنا؛ لكن هناك ثوابت وبديهيات لا تخضع للنسبية، فالماء مثلا مزيج من الاكسجين والهيدروجين وليس من حق احد ان يعلن اختلافه في الرأي حول هذه الحقيقة الفيزيائية ويحذف احد العنصرين او يضيف ثالثا ...

    ان مأساة التوقف عن النمو لا تقل في نتائجها الكارثية عن الجنون؛ لأن من يصاب بها لا يرى غير ما يريد رؤيته ولا يسمع غير صدى صوته، ولو قدّر له ان يشفى ويتعافى من هذا الشلل الذهني لوجد ان هناك مديونية هائلة من المعرفة بانتظار ان يُسددها اذا سمح له العمر بذلك!.





    [11-01-2018 01:38 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع