الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    إلى صديقي الفنان رشيد ملحس

    عادةً، لا يُحَبِذُ راقص الباليه الروسيّ أنْ يمرَ بمكانٍ تعثرَ فيهِ راقصٌ قبله، فتلكَ البُقْعَةُ -مِنْ خشبةِ المسرحِ- ممسوسةٌ بلعنةِ السقوط. يبدأُ المشهدُ كمَا حضرَ له الراقص، بدقةٍ وعنايةٍ وحرصٍ وخطوٍ مرصود، لكنَ البقعةَ ذاتها مثلَ تيارٍ يجذبُ الراقصَ بغوايةٍ مشاكسة؛ حتى أنَّ الراقصَ ينسى الجمهورَ ودهشةَ التصفيقِ وهستيريا التأمل وفوضى المراقبة التي تسيلُ مِنْ نواظر المراقبين. أحدهم تلمعُ عدسات نظارته، وآخر يفركُ ذيلَ ذقنهِ ويراقبُ بامتعاض، وأخرى تمرّرُ أصابعها على كتفِ عشيقها تماشيًا مع النغم وارتفاعات أصابع الراقصين.

    في الخلف الأخير تبغٌ وغليونٌ وكحةٌ وحيارى يلعبنَّ بشعرٍ يغطي أصداغهن؛ وهذا كلهُ هينٌ على الراقصِ باستثناءِ الدائرة التي سقطَ فيها الراقصُ الأول! فهي الطالعُ البائس والرثاثةُ السيئةُ الحظ والبختُ المائل مثل عاشقٍ تأنقَ للموعد الأول وارتطَم بأخفض نقطةٍ مِنْ شارعٍ غزتهُ بركُ المطر واحتقان الزيوت والأبخرة. والحفرةُ بختٌ نيليُّ اللون؛ مثل رجلٍ يمرُّ بحفل المولد النبوي ويشهد الجمهرة ثم يهاجمهُ كلبٌ مبتلى بالسُعَّار ويعضُ فخذه، على وجه التحديد.

    الراقصُ لم يسقط! تعثرَ قليلًا ثم تألقَ في رقصتهِ المُعَدة بعناية؛ بل إنَّ الراقصَ الذي تعثر قد تعمدَ السقوط لأنّهُ مُدَرِبُ الراقصين وأولُ مَنْ يعتلي خشبة المسرح ليُمَهدَ لهُمْ ولهنَّ طريقَ مجد الأصابع التي تتعلق في هواءِ الابصارِ والخشب. يتعثرُّ القادةُ دائمًا خشيةَ سقوط التابعين والتلاميذ. دائما يتعثرون، ونحن هنا في شرقنا البائس نتعثر أكثر ممَّا نسقط، وإذا سقطنا نزعمُ أنها عثرة مقصودة وننفضُ الغبارَ عن رُكَبِنَا مثلَ طفلٍ انحنى ليدفعَ الكرات الزجاجية (الدواحل) بعد قذفها باصبعين متراصين.

    تعالوا نتعثر بدور رشيد ملحس في مسلسل أبناء القلعة!

    #أبناء_القلعة على قناة ابوظبي و التلفزيون الأردني بنفس التوقيت 9 مساء بتوقيت الأردن 11 بتوقيت أبو ظبي





    [07-01-2018 01:40 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع