الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    هل يصبح الإستشفاء عند الحكومة مفضلاً؟

    أحداث اليوم -

    يس صحيحا أن مستشفيات ومراكز الصحة الحكومية هي للفقراء فقط ما يبرر تدني خدماتها وضعف إمكانياتها وكفاءتها
    , ولو أن هذه المستشفيات تقدم الرعابة الصحية في بيئة رفيعة ومستوى وخدمة ونظافة لما كان التأمين الخاص الوجهة
    المفضلة للناس .
    لا أزعم أن مستوى الخدمات الصحية الحكومية سيئ , لكن أستطيع أن أزعم أنها ليست بالمستوى اللائق , وعلى وزير الصحة والمسؤولين في الوزارة بذل جهود أكبر لتحقيق هذا الهدف .
    في بلدان كثيرة تتفوق الرعاية الصحية التي تقدمها الحكومة على مثيلاتها في القطاع الخاص والمنافسة فيها تميل لصالح مستشفيات القطاع العام من حيث الكفاءة والخدمة والقدرة وإدارة الموارد , وإلا ما هو تفسير تفوق الخدمات الطبية الملكية ومستشفيات المدينة الطبية التي إكتسبت سمعة عربية وعالمية رائدة وهي قطاع عام .
    إذا كانت الشكوى من مستوى الخدمة في أي مستشفى قطاع عام مستمرة فعلى وزير الصحة أن يتحسس مقعده وأن لا يهدأ ولا يكل في متابعة الخلل حتى لو إقتضى الأمر أن ينفض عنه غطاءه ليلا ويهجر فراشه ليتفقد طوارئ المستشفيات عند الفجر .

    لا شك أن الخدمات الصحية الحكومية تطورت لكن لا شك أيضا أن الضغوط الناجمة عن تدفّق اللاجئين عرقلت هذا التقدم وهنا لا ألتمس العذر بقدر ما كان يفترض أن تتسارع وتيرة التطوير لمواجهة هذه العراقيل والتفوق عليها .

    ولا شك ايضا ان الأزمة عرقلت كذلك سير العمل في شبكة مراكز الرعاية الصحية الأولية لإيصال الخدمة لجميع المواطنين ضمن مسافة 10 كيلومترات من أماكن إقامتهم. لكن الضغط الذي تسبب به اللجوء كان أكبر من قدرة هذه المراكز .
    الإمكانيات متوفرة , لكن الأمر سيحتاج الى إدارات كفؤة لهذه الإمكانات والأمر يتعلق في أحيان كثيرة بشكليات تصل الى مرتبة الأساسيات مثل النظافة وأسلوب الإستقبال والمرافق الصحية ودورات المياه ومقاعد الجلوس وقاعات إستقبال المرضى .
    من المظاهر أيضا عودة ظهور الأمراض المعدية التي نسيناها ، مثل السلّ وشلل الأطفال والحصبة والإنفلونزا بأشكالها المتعددة .
    التركيز على تقديم الخدمات الصحية للاجئين السوريين جاء على حساب كفاءة هذه الخدمات فكان الإهتمام بخدمة أكبر عدد ممكن على حساب مستوى الخدمة

    بقي أن الدعم الحكومي ليس فقط مبالغ نقدية عن رفع أسعار الخبز ونحو 70 سلعة في جداول ضريبة المبيعات بنحو 170 مليون دينار , فالعناية الصحية لغير المؤمنين في القطاع الخاص وللفقراء ومحدودي الدخل هي شكل من أشكال الدعم الحكومي وهي أهم من الدعم النقدي للكثيرين ولو أن إستطلاع رأي تم لجاءت النتائح بتفضيل الحصول على رعاية
    صحية كفؤة بأسعار وكلف مناسبة بدل دعم الخبز والسلع , ولو أن الخدمات الصحية الحكومية بذات مستوى خدمات القطاع الخاص المكلف لفضل الناس الإستشفاء عند الحكومة .





    [31-12-2017 03:10 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع