الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    "تشاؤل" حذر!

    نستقبل العام 2018 بتفاؤل حذر، لأن الاحداث الكثيرة والمتتالية ونتائج العام 2017 تشي بأن العام المقبل لن يكون عاما هينا على الإطلاق، على مختلف الصعد المحلية والإقليمية.
    الملف الخاص الذي أعده فريق "الغد" كجردة حساب لعام يمضي وآخر يأتي سعى لرصد كثير من الزوايا المعلقة بالحالة المحلية، ويقول لنا إن تركة العام الحالي ثقيلة وتحتاج إلى كثير من العمل.
    العام الحالي مضى شهره الأخير على وقع أنباء الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وما لذلك من انعكاسات حساسة على الداخل، الأمر الذي يضع تحديا جديدا على المملكة، تضاف إلى قائمة التحديات مثل الإرهاب، وحتى الأخير سيشتد خطره في ظل سقوط دولة خلافته المزعومة، وغياب الحل العادل للقضية الفلسطينية.
    الأردن وسط هذه الحالة يحتاج إلى وقفة مراجعة يقيّم فيها ما تم في السنوات الماضية وتحديدا العام الماضي، وما يحتاج إلى فعله في العام المقبل حتى ينجح، كما دائما، في تجاوز التحديات.
    أيضا، يرحل العام محملا بأوجاعه الاقتصادية، وهو كما يصفه المتابعون بـ"العام القاسي"، لكن من قال إن 2018 سيكون أقل قسوة في ظل ثبات المعطيات والسياسات المطبقة. هنا أيضا يلزمنا وقفة ثانية للمراجعة، لأن الأدوات والوصفات المطبقة حاليا لا تكفل لنا نقلة كبيرة في أحوالنا الاقتصادية.
    صبر الأردنيين طال بانتظار انفراجة حقيقية، وتعطشهم للتنمية لا يرويه شيء مما يحصل، بل على العكس فنكبة إقليم الشمال تتعمق في ظل ثبات عدد اللاجئين وضعف الحلول المطبقة لمواجهة المشكل، وأزمة المياه تتضاعف في ظل حالة النمو الكبير في عدد السكان سواء كانت زيادة طبيعية أو تلك الناجمة عن اللجوء.
    وتبتعد الفرص بتحقيق آمال الأردنيين بحياة أفضل خلال السنوات المقبلة، بسبب التزام المملكة ببرامج تصحيح اقتصادي قاسية ستزيد من مشكلاتهم، وتفتح الباب لزيادة معدلات الفقر والبطالة، وهذه النتيجة ليست ناجمة عن التشاؤم بل قياسا على معدلات النمو الاقتصادي المتوقعة للعام المقبل والذي تقدره مختلف المصادر بحوالي 2.1 %، وهي نسبة لا تكفي الأردنيين شرور الوضع الاقتصادي الصعب.
    التوقعات بخصوص 2018 لا تقول إن الأردن وبموجب موقعه في الإقليم سيكون أكثر سكينة، فهبات عواصف الإقليم ستبقى تأتينا وتلقي بثقلها على المملكة، الأمر الذي يتطلب رؤية مختلفة في التعاطي مع إقليم سيبقى يمور بالحروب الطائفية، ويسدد ثمن تأخر الديمقراطية الحقيقية.
    في تقرير مترجم ينشر اليوم في "الغد"، يبدو جليا أن أحوال المنطقة ستسوء، وأن الإنفاق على الحروب والترسانة العسكرية سيظل بالمليارات، بدلا من التنمية التي تريح الشعوب، إذ يرى التقرير الذي ترجمه الزميل علاء أبو زينة ويتضمن توقعات مركز "ستراتفور" حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العام 2018، أن التنافس على الإقليم مستمر، وأن الأمور ستأخذ منحى تصعيديا بدلا من التهدئة.
    في التحضر للعام الجديد نحتاج قليلا من التفاؤل، لكن يلزم أن نتحلى بالحذر غير المفرط حتى لا نرفع سقف التوقعات المنخفضة أصلا بقراءة الواقع المحلي والمحيط. وما نحتاجه هو أن ندرك أن الاختبار الأقدم صعب أيضا وليس هينا.
    ونحتاج لأجل ذلك أن نتذكر أن الأردن تجاوز على مدى 100 عام من عمر الدولة كثيرا من التحديات، وهو قادر على الدوام على الخروج من الأزمات بأقل الخسائر.





    [31-12-2017 03:03 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع