الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    يا علمانيي الأردن، اطلعوا فرصة!

    عندما كنتُ في الصف الأول الإبتدائي، كان اسم معلمة التربية الإسلامية "صباح"، وقتذآك كانت المعلمة صباح أربعينية تعاني من أوجاع في الظهر، قدرتُ هذه الأوجاع لأن صورة وجهها المشدود ماثلة أمامي حتى الآن. المهم وبعيدًا عن صحة صباح، قررت المعلمة في حصةٍ ما أن تقدمَ لنا مثالًا حيًا على التعايش الذي حدث بين المهاجرين والأنصار في المدينة.

    أمرتنا المعلمة أن نتقاسم السندويشات والمصروف في ذلك اليوم، كنتُ من الأنصار ومعي منار أول حبٍ في حياتي، وكان مراد الذي لا أحبه من المهاجرين واخترت غيره لأقاسمه المصروف (شلن طبعًا). هكذا فهمنا التعايش الذي حدث بين المهاجرين والأنصار، كذلك حملنا مساطرنا وأقلامنا ومثلنا معركة بدر، في المعركة اخترتُ مراد.

    الشاهدُ من هذا الهذر اللغوي، أن التعايش الساذج الذي نصر على استعراضه دائمًا ليس إلّا برهانًا على أننا واحدان، كل واحد له كينونته ويرى الآخر "آخر منفصل". لا أفهمُ لماذا نصر على استعراض محبتنا لبعضنا، ما دمنا نحب بعضنا! كيف أقدمُ دليل محبة وأنا أستخدم ضمير المخاطب الآخر "انتم، لكم" وكيف أؤكد للناس أننا "واحد" بينما أرددُ "نحن، منا"، بل وصل الأمر ببعضنا إلى تغيير دينه أو ثوابته أو واجهته العلمانية ليقول "بحبكم واحنا واحد". لماذا تقسم لي إنك تحبني وتأتي بالأدلة على حبي.. قل أحبك فقط!

    كذلك لا يليق بالرؤى العلمانية (فصل الدين عن الدولة وترك التدين عند الحكم والتعامل مع الكائن المدني)، سأقبل هذا من أي مواطن يود الترحيب بأخيه لأنه يراه "مختلف عنه" لأسباب علينا نحن كعلمانيين أن نذوبها لا أن نركز عليها. على الأقل لأننا كبرنا وتركنا الصف الأول والمس صباح!





    [25-12-2017 08:00 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع