الرئيسية أحداث محلية

شارك من خلال الواتس اب
    العلاقات الأردنية –القطرية .. آن أوان التحول الصحيح

    أحداث اليوم -

    بات ملحا وفي ظل المتغيرات والمعطيات الجديدة ،التي بدات تلقي بظلالها على الأردن بعد إنعقاد قمم ترامب الأربع في الرياض قبل نحو ستة أشهر ،أن يعيد الأردن النظر في قائمة تحالفاته وعلاقاته الإيجابية منها اوالسلبية ،وليعمل على تجميد السلبية بالطريقة التي يراها صانع القرار مناسبة ،في حين يتم تفعيل العلاقات الإيجابية وتجديدها لمصلحة الأردن والطرف المعني الآخر.

    منذ قمم ترامب في الرياض والأردن يتعرض لحصار مالي وسياسي من قبل حلفائه التقليديين ،لإجباره على القبول بحل صفقة القرن سيئة الصيت التي بدأنا نرى ثمارها الخمجة، بإعتراف الرئيس الأمريكي ترامب بالقدس عاصمة أبدية لمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة الإرهابية النووية ، وهذا الإعتراف يعد ضربة قاصمة للأردن كونه الوصي على المقدسات العربية في القدس ،قبل ان يكون ضربة للفلسطينيين .

     

    وقلناها سابقا انه لولا حلفاء الأردن التقليديين الذين يحاصرونه حاليا لإفشال دوره وتجميده وإبعاده عن المشهد، عقابا له لمواقفه القومية وعدم الإنصياع الكامل لإملاءاتهم ،لما تجرأ ترامب رغم جنونه على الإعتراف بالقدس عاصمة لمستدمرة إسرائيل. قال الشاعر :جزى الله الشدائد عني كل خيرX عرفت بها عدوي من صديقي،وهذا ينطبق على الواقع الأردني الذي تحول فيه الشقيق إلى عدو وتحالف مع مستدمرة إسرائيل ضده لشطبه بعد الإستغناء عن خدماته التي كان يقدمها ،قبل أن تنكشف علاقات هؤلاء السرية القديمة مع المستدمرة الإسرائيلية وتطويرها إلى علنية على شكل تحالف. ما أعنيه هو بصريح العبارة ان على الأردن ان يعيد النظر في طبيعة علاقته "المتوترة"مع دولة قطر المحاصرة هي الأخرى، من قبل نفس أعداء الأردن الذين يحاصرونه ماليا وسياسيا منذ ستة أشهر على الأقل،وتتطلب المصلحة العليا تغيير مجرى هذه العلاقة وبعث الدفء فيها حد الإشتعال ليس نكاية بأحد ،بل تحقيقا لمصالح الشعبين المحاصرين ،وتحقيقا للعقل والمنطق في العلاقات الدولية التي يجب ان تبنى على قاعدة الإحترام المتبادل والمصالح المشتركة ،ناهيك عن اننا اصبحنا وقطر هدفا مشتركا لعدو واحد إنحاز لمستدمرة إسرائيل. هناك نظرة حقد من قبل هؤلاء للأردن ولمليكه الهاشمي عبد الله بن الحسين الوريث الشرعي لحكم بلاد الحرمين الشريفين ،ولو تفحصنا وسائل التواصل الإجتماعي لوجدنا كما هائلا من الشتائم التي تكال لهذا الملك الهاشمي. لا ننكر وجود خلافات بين الدول فهذا أمر طبيعي ،ولكن المنطق حسم المور بوضعه قواعد للسلوك الدولي والمفاوضات والمصالح ،ونحن هذه الأيام نجد أن مصالحنا العليا هي أقرب إلى قطر من الآخرين الذين يحاولون تهميش دور الأردن ،ومنعوه كرئيس للقمة من القيام بدوره الطبيعي لإجراء مصالحة في الخليج ورفع الحصار عن اهلنا في قطر . بالأمس وفي أحلك اللحظات التي مرت على الأردن الرسمي والشعبي ،بادر سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالإتصال مع جلالة الملك عبد الله الثاني لبحث التطورات الأخيرة بعد إعلان ترامب إعترافه بالقدس المحتلة عاصمة لمستدمرة إسرائيل،وهذه في العرف الدبلوماسي تعني الكثير ،وتؤشر على عميق ،وهو أن هناك رغبة ملحة من صانع القرار القطري بتطوير العلااقات القطرية –الأردنية لترقى إلى مستوى التحالف. جاء إتصال سموه مع جلالة الملك إعترافا صريحا بدور جلالته في حماية المقدسات في القدس المحتلة ،في حين وجدنا الاخر وكأن الأمر لا يعنيه ،فهو أصلا يسعى بتحالفه مع مستدمرة إسرائيل إلى شطب الدور الأردني من أساسه ،وهذا ما اعطى مبادرة سموه نكهة خاصة ،مع انه كان من الأجدر ان يقوم الملك سلمان بن عبد العزيز بالإتصال مع جلالة الملك عبد الله الثاني.





    [07-12-2017 12:27 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع