الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    ها هو الملك يا حكومة

    أحداث اليوم - لم تكن الزيارة الملكية لبلدة المشارع في لواء الأغوار الشمالية أمس غريبة عن نهج هاشمي يلمسه الأردنيون دوما، عبر توجيه رسالة واضحة للمسؤول بالنزول إلى الميدان، للوقوف على معاناة الناس ومشكلاتهم، وإعادة بناء العلاقة بين المواطن والحكومات، من خلال العمل الميداني وسرعة حل المشكلات، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة يعيشها المواطنون.


    وفي الزيارة الملكية لبلدة المشارع، يسارع جلالة الملك عبدالله الثاني، من خلال حواراته مع المواطنين، إلى تكريس وقائع جديدة على الأرض، تتيح للكثيرين فرص التخاطب والتحاور المباشرة بين جلالته وأبناء شعبه، موجها رسائل للحكومة لتسريع اتخاذ الإجراءات من أجل دعم وتنفيذ الخطط والمشاريع المطلوبة منها، وصولاً إلى تحقيق الهدف الأسمى، المتمثل بتوفير كل أسباب الحياة الكريمة لكل أسرة أردنية.


    بلدة المشارع ذات الـ24 ألف نسمة، ترزح تحت وطأه الفقر والجوع والحرمان، ويعيش في منازلها المتداعية أكثر من 200 معاق مسجلين لدى الجهات الرسمية، وأكثر من 100 غير مسجلين، دون رعاية تتناسب مع هذا العدد الكبير منهم.
    وما يحدث في بلدة المشارع، دليل حي على تقصير رسمي وعجز عن حل مشاكل البلدة التي يماثل حالها حال العديد من مناطق كثيرة في المملكة، بل يكشف ذلك عن الخلل والتلكؤ والمماطلة الحكومية في تلمس وقضاء حاجات ومطالب المواطنين.


    وتعد الزيارة الملكية رسالة، من ضمن سلسلة الرسائل والإشارات الملكية، إلى كل المسؤولين في مختلف المواقع، للمبادرة والنزول إلى الميدان وحل مشاكل المواطنين وتلبية احتياجاتهم، وتأمين الخدمات لهم أولا بأول، من خلال السرعة في الحركة واتخاذ القرار والإنجاز، وتجاوز الروتين والبيروقراطية، وتحمل المسؤولية، خاصة أن جلالته أكد في أكثر من مناسبة، أنه مدرك للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنون، ما يتطلب من الوزراء النزول إلى الميدان لمعالجة مشاكلهم.


    وتجلت في حوارات الملك مع طلبة مدرسة جمعية أصحاب الهمم للمعوقين ورئيسها الدكتور عدنان الكفريني، معان ملكية صادقة ومشاعر جياشة لمشاركتهم وعرض معاناتهم من دون حواجز، حيث طرحوا على جلالته ما يجـول في خـواطرهم، ليدور بينهم حوار متبادل بتلقائية وعفوية تلمس من خلاله جلالته نبض واهتمامات المواطنين.


    ويلعب الفقر دورا كبيرا في مضاعفة معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة في البلدة، إذ تتواجد في المشارع أعلى نسبة من الإعاقات في لواء الغور الشمالي، بحسب إحصائيات صندوق المعونة الوطنية، الذي توضح أرقامه كذلك، أن المشارع تعد الأعلى في الحصول على المساعدات.


    ولا تختلف بلدة المشارع عن غيرها من قرى وبلدات المملكة من حيث المطالب والاحتياجات، حيث تأتي هذه الاستجابة الملكية لتكون رسالة لكل مسؤول حكومي لتلمس احتياجات ومطالب الناس، من خلال النزول للميدان، وإجراء لقاءات مع الناس تكون محددة بالأولويات لتحقيق مطالبهم.


    وتعزز الزيارة الملكية حرص جلالته على تلمس حاجات المواطنين ومصالح الناس، إذ لا يشغله عن هذا شاغل مهما يكن، وها هو يزور بلدة المشارع بما عرف عنه من حرص ومتابعة وعطف، فيوعز بتحسين الواقع المعيشي لهم والنهوض بمستوى الخدمات المقدمة لرعاية المعاقين في المنطقة، وإنشاء مركز تنموي لرعاية وتأهيل المعاقين، وفق أعلى المواصفات، لتقديم أفضل خدمات الرعاية لمختلف أنواع الإعاقات.


    كما وجه جلالة الملك إلى وضع خطة شاملة لتحقيق تنمية محلية مستدامة في بلدة المشارع، تضمن إيجاد حلول للتحديات التي تواجهها، وتوفر فرصا اقتصادية لسكانها، من خلال إجراء تقييم شامل للفرص المتاحة في المنطقة، والاستفادة من الموارد المتوفرة فيها والميزات التي تتمتع بها، بالتعاون مع المجالس المنتخبة والمجتمعات المحلية.


    وتلخص الزيارة الملكية لبلدة المشارع بأن وجود المسؤول الحكومي في الميدان والتواصل والشفافية والإصغاء إلى الناس هو أهم أسلوب للعمل العام، بعيداً عن كلمات المديح والثناء، إذ يرسخ التواصل الميداني المستمر لجلالته ولقاءاته مع أبناء شعبه، نبراسا للحكومة لبذل أقصى الجهود للوقوف على الصعوبات والتحديات المعيشية التي تواجه المواطنين.
    وكانت 'الغد' نشرت مؤخرا تحقيقا ميدانيا حول أوضاع وظروف منطقة المشارع، وما يعانيه مواطنوها من فقر وبطالة ومعاناة مع الإعاقات بين أبنائها.





    [09-10-2017 12:26 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع